طنجة أنتر – أ. اعديل:

لم يحدث في كل تاريخ طنجة أن وصلت بها مظاهر البداوة والتخلف إلى ما هي عليه الآن، في الوقت الذي يتغنى فيه الكثير من الحمقى بمظاهر “التقدم والتمدن” بطنجة الكبرى.

وفي الماضي كانت مظاهر التخلف مقتصرة على الأحياء الهامشية أو التي يقصدها أشخاص من بوادي بعيدة، أما اليوم فإن مظاهر العبث والفوضى وصلت إلى القلب النابض للمدينة، وبالضبط في أماكن يفترض أن عيون السلطات مسلطة عليها ليل نهار، لكن الحقيقة أن السلطات في هذه المدينة تشخر..  وشخيرها صار مسموعا في كل مكان.

أن يأتي مجموعة من الحمقى ويحتلوا مكانا في قلب طنجة على حافة أوربا، ويحيطوه بهذا السياج، فهذا شيء لا يجب أن يحاسب عليه المتخلفون الذين اقترفوه، بل يجب محاسبة السلطات التي يبدو أن آخر اهتماماتها هي مصالح طنجة وسمعتها.

المصيبة أن ما جرى تم في حديقة لها رمزيتها الخاصة لدى الطنجاويين والمغاربة عموما، وهي حديقة فيلا والتر هاريس، التي كانت بمثابة صالون سياسي وثقافي عالمي لعقود طويلة، وهو اليوم متحف شهير للفنون التشكيلية، لتتحول الحديقة إلى مكان لافتراس الدلاح خفية عن الأعين.

محزن ما وصلت إليه طنجة، ومحزن هذا المستوى الرديء جدا لسلطات طنجة، التي ينبغي أن تحاسب على هذا التهاون الفظيع.. لأن ما جرى يتطلب أن يحزم الوالي ومن معه حقائبهم اليوم قبل الغد ويرحلوا عن هذه المدينة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version