الطنجاويات أيام زمان لم يكنّ من دين واحد ومن ملامح واحدة ومن ملابس واحدة، بل كنّ من ملل ونحل ومشارب مختلفة، يجمعهن شيء واحد، وهو أنهن طنجاويات روحا وجسدا.. قلبا وقالبا.
في هذه الصورة، التي التقطت بطنجة أربعينيات القرن العشرين، تظهر هذه الحقيقة غاية في الوضوح. ففي الصورة طنجاويات مسلمات ومسيحيات ويهوديات، وكلهن تظهر عليهن علامات الارتياح لبعضهن البعض، بل حتى الملامح لا تبدو مختلفة كثيرا.
في الصورة تبدو عدد من الراهبات المسيحيات بلباسهن الأسود الذي يغطي الرأس والجسد، وإلى جانبهن تبدو طنجاوية مسلمة بجلبابها الأسود ولثامها الأبيض، الذي يكاد يطابق لباس الراهبات، وفي الوسط طنجاويات يهوديات، وهكذا دواليك.. في صورة تشي بكثير من واقع حال مدينة سادت ثم بادت.
إنها أيام زمان.. زمان لن يعود. فلم يبق في القلب أكثر من الذكريات، ولم تبق في العين أكثر من صور رومانسية وحالمة عن زمن بالأبيض والأسود، لكنه أيضا زمن كل الألوان.