هل لا يزال برشلونة أكثر من مجرد نادي؟ سؤال طرحته صحيفة الدايلي ميل البريطانية، وإن كان في باطنه نفي وإنكار أكثر مما هو استفهام مجرد عن أي خلفيات.

بعد طرح هذا السؤال، سردت الصحيفة البريطانية مجموعة من الأحداث والممارسات التي قام بها برشلونة، والتي تتعارض كلية مع هذا الشعار الذي لطالما تباهى به أنصار البلوغرانا عبر العالم.

واستهلت الدايلي ميل تلك الأحداث المناقضة للشعار الشهير بتخلي البارصا عن التزامه بعدم وضع أي إعلان تجاري على قميصه سنة 2006، إذ لطالما تفاخر الكتالونيون بأن قميص فريقهم لا يحمل أي إعلان تجاري، دلالة على أن البارصا لا تهمه الأموال بالدرجة الأولى بقدر الرمزية التي يمثلها للكتالونيين “المضطهدين”.

ولكن الوضع انقلب إلى ضده، تضيف الصحيفة البريطانية، حيث صار قميص الفريق الكتالوني أقرب إلى سيارات الفورميلا وان التي تعج بالإعلانات، بل تعدى البرصا غريمه التقليدي ريال مدريد، النادي الأغنى وصاحب العلامة التجارية الأشهر في عالم كرة القدم، حيث يحمل قميص الباريصا الآن ثلاثة إعلانات لكل من شركة الخطوط الجوية القطرية وشركة الخطوط الجوية التركية وشركة بيكو.

ثاني تلك الأحداث، هو تصريحات نجم البارصا السابق إيريك أبيدال، حين كان يعاني من المرض الخبيث، حيث صرح أن الفريق الكتالوني لم يشارك في علاجه، كما رُفض تجديد عقده بسبب المرض، في حين أن موناكو الفرنسي لم يأخذ بعين الاعتبار مرض أبيدال.

لكن الحدث الذي ضرب “شعار أكثر من مجرد نادي” في مقتل هو سلسلة الفضائح الفساد المالية التي اتهم النادي الكتالوني فيها، خاصة صفقة نيمار التي لا تزال منظورة أمام القضاء الإسباني، بالإضافة إلى العقوبة التي أوقعها الفيفا على النادي، بعد مخالفته للوائح التعاقد مع اللاعبين الناشئين.

واختتمت الدايلي ميل سرد الأحداث برغبة برشلونة في التعاقد مع المهاجم الأرورغوياني لويس سواريز، الذي اكتسب لقب “العضاض” عن جدارة، بعد تكرار حوادث عضه للاعبين للمرة الثالثة، وتوقيع “الفيفا” عليه أقسى عقوبة في التاريخ بعد عضه لمدافع إيطالي في مونديال البرازيل.

وتساءلت الصحيفة “كيف لفريق يضع نفسه فوق جميع الأندية أن يستقطب لاعبا سيء السلوك؟”.

ويتخذ برشلونة عبارة “أكثر من مجرد نادي” شعارا له، للدلالة على أن الفريق لا يمثل كتالونيا كرويا فقط، بل يأخذ بعدا آخر، هو البعد السياسي، خاصة وأن مقاطعة إقليم كتالونيا يرفض التبعية للسلطة المركزية في مدريد، ويطالبون بالاستقلال التام عنها، وهو الشيء الذي يكسب لقاء الكلاسيكو صبغة سياسية إلى جانب التنافس الرياضي.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version