في زمن مضى يبدو بعيدا، كان الحصول على صورة يمر عبر أحد شيئين، إما تكليف مصور عمومي بالتقاط صورة لك، أو أن تمتلك آلة تصوير خاصة تملؤها بشريط “كليتشي” عادة ما يكون عدد صوره ما بين 12 و48.

في ذلك الزمن الذي يبدو بعيدا، لكنه قريب، لم يكن يوجد لا هاتف محمول ولا آلات تصوير رقمية ولا آيْباد ولا آيْفون ولا ساكسوفون، بل كان زمنا افتقر فيه الناس لأشياء كثيرة، لكنهم كانوا يستمتعون بأشيائهم القليلة.

قبل بضعة عقود كان التقاط صورة يعتبر إنجازا حقيقيا، لذلك كان المصورون يقفون في أشهر مناطق طنجة أو يجوبون الشوارع بدراجاتهم النارية، وفي كل مكان يجدون أناسا كثيرين يريدون التقاط صور تخليدا لذكريات لا تتكرر، فكان عليك أن تلتقط صورة اليوم ثم تعود لأخذها بعد يومين أو ثلاثة، وإذا كنت مسافرا فاطلب من المصور أن يبعثها لك بالبريد ثم ادفع ثمن الصورة زائد “مصاريف الشحن”.

منطقة أشقار كانت واحدة من أكثر المناطق التي أحب فيها أهل طنجة وزوارها التقاط صور. كانت تلك الصور وقتها تبدو عادية، وعادية أكثر في بلونيها الوحيدين، الأبيض والأسود، لكنها تحولت اليوم إلى ما يشبه الوثيقة.

اليوم يلتقط الناس الصور في كل مكان وأي زمان وبهواتف من كل الأشكال.. لكن أين المتعة في ذلك..؟ لقد صار كل شيء متوفرا وغابت المتعة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version