اتهمت الحكومة الأوكرانية انفصاليين موالين لموسكو في شرق البلاد بمحاولة تدمير أدلة في موقع تحطم الطائرة الماليزية ونقل 38 جثة من المكان, في وقت أعلن رئيس أجهزة الأمن الأوكرانية أن أعضاء مجموعة الاتصال التي تضم بلاده وروسيا ومنظمة الأمن والتعاون بأوروبا توصلوا إلى اتفاق مع الانفصاليين لإقامة منطقة أمنية حول موقع تحطم الطائرة.
وقالت في بيان اليوم السبت “تعلن الحكومة الأوكرانية رسميا أن إرهابيين بمساعدة روسيا يحاولون تدمير أدلة جرائم دولية”.
ووفقا لبيانات الحكومة فـ “إن إرهابيين نقلوا 38 جثة إلى المشرحة في دونيتسك بشرق البلاد”.
واتهم البيان متخصصين “يتحدثون بلكنة روسية واضحة” بالتهديد بإجراء تشريح خاص بهم.
اتفاق
في المقابل، قال رئيس أجهزة الأمن الأوكرانية ناليفايتشنكو على القناة الأوكرانية الأولى ليل الجمعة السبت إن المحادثات مع الانفصاليين أدت إلى الاتفاق على إقامة منطقة بعرض عشرين كيلومترا حول المكان “لتتمكن أوكرانيا من تحقيق هدفها الرئيسي وهو التعرف على جثث الضحايا وتسليمها إلى ذويها”.
ويواجه المحققون صعوبات هائلة في محاولتهم الوصول إلى مكان تحطم الطائرة الماليزية في شرق أوكرانيا، في قطاع يسيطر عليه الانفصاليون.
في الأثناء، أعلنت وزارة النقل الماليزية عن إرسال خبراء إلى أوكرانيا يصلون اليوم السبت كييف على أمل أن يتوجهوا منها لمكان سقوط الطائرة بوينغ 777 التي كانت تقل 298 شخصا.
وأوضحت الوزارة أن الفريق الماليزي -الذي يتألف من 62 خبيرا في التحقيقات بالكوارث- دعي من قبل كييف للمشاركة في التحقيقات.
وفي سياق متصل، يتوجه وزير النقل الماليزي ليو تيونغ لاي إلى كييف اليوم السبت لضمان وصول فريق التحقيق بشكل آمن إلى مكان سقوط الطائرة.
وقال ليو للصحفيين “نريد ضمان ممر آمن للموقع. أرسلنا فريقا إلى كييف الليلة الماضية. سأغادر إلى كييف الليلة لضمان وصولنا إلى الموقع”.
بدورها، أرسلت هولندا -التي قتل 189 من رعاياها بالطائرة- فريقا من المكتب الهولندي للأمن يرافق وزير الخارجية فرانس تيمرمانس.
وكانت منظمة الأمن والتعاون بأوروبا أعلنت عن وصول ثلاثين من أعضائها لموقع تحطم الطائرة، وذلك بعد موافقة الانفصاليين الموالين لروسيا على تقديم العون لمن سيتولون إجراء التحقيقات بالحادث، وتعهدهم بضمان أمنهم وسلامتهم.
ويأتي ذلك، في وقت نقلت وكالة إنترفاكس-أوكرانيا للأنباء عن كوستيانتين باتوفسكي مستشار حاكم مقاطعة دونيتسك قوله إن الصندوقين الأسودين للطائرة التابعة للخطوط الجوية الماليزية عثر عليهما، وقال إنه لا يملك معلومات بشأن مكان وجود الصندوقين الآن.
علماء وباحثون
وفي الوقت نفسه، بدا المشاركون بمؤتمر دولي حول مرض فقدان المناعة المكتسب (إيدز) يفتتح نهاية الأسبوع بأستراليا في حالة صدمة اليوم السبت بعد مقتل حوالى مائة خبير وناشط في مكافحة هذا الداء في حادث تحطم الطائرة.
ومن بين القتلى الباحث الهولندي يوب لانغي أحد أهم الخبراء بمكافحة الإيدز في العالم. والذي كان رئيس الجمعية الدولية لمكافحة الإيدز من 2002 إلى 2004.
وقالت رئيسة الجمعية فرانسواز بار سنوسي “نحن في حالة صدمة”. وأشادت بيوب لانغي معتبرة أنه “ليس باحثا عظيما ولا واحدا من أهم الشخصيات في مكافحة الفيروس فحسب بل إنسانا رائعا أيضا”.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أعلن أمس الجمعة أن الطائرة الماليزية -التي تحطمت الخميس في شرق أوكرانيا- أسقطت بصاروخ أطلق من منطقة تقع تحت سيطرة الانفصاليين.
لكنه قال إنه “من المبكر جدا التكهن بنوايا الذين يمكن أن يكونوا قد أطلقوا الصاروخ” داعيا إلى التمهل وعدم استخلاص استنتاجات سريعة.
وكان مجلس الأمن الدولي عقد اجتماعا عاجلا صباح اليوم، وطالب بإجراء تحقيق دولي لمعرفة أسباب سقوط الطائرة الماليزية.
ردود الخارج
قال جو بايدن نائب الرئيس الأميركي الخميس إن الطائرة الماليزية بوينغ 777 “أسقطت على ما يبدو”، وأضاف أن بلاده لا تتوفر بعد على تفاصيل الحادث، فيما ذكر مسؤول أميركي آخر -طلب عدم الكشف عنه- أن الطائرة استهدفت بصاروخ أرض جو.
ووصفت الحكومة الأوكرانية إسقاط الطائرة ومقتل كل ركابها وطاقمها البالغ عددهم 298 شخصا بالعمل الإرهابي، وأشارت تعليقات لأحد زعماء الانفصاليين الموالين لروسيا إلى أن مسلحين قد يكونون أسقطوا الطائرة عن طريق الخطأ ظنا منهم أنها طائرة عسكرية أوكرانية.
وذكر المسؤول الأميركي أن واشنطن ما زالت تحقق في ملابسات الحادث والجهة التي أطلقت الصاروخ الذي يعتقد أنه أسقطها، وإذا كان قد أطلق من الجانب الروسي أو الأوكراني من الحدود.
تطبيق العدالة
وطالب رئيس وزراء ماليزيا نجيب عبد الرزاق بسرعة تطبيق العدالة لعقاب المسؤولين إذا ثبت أن الطائرة أسقطت، وأضاف أن بلاده لا تعرف سبب تحطم الطائرة أثناء رحلتها دون أن ترسل إشارة استغاثة، وأضاف أن فريقا من المحققين الماليزيين توجه إلى أوكرانيا بمعية فريق آخر للإنقاذ.
في المقابل، حمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السلطات الأوكرانية مسؤولية سقوط الطائرة، فيما قال مصدر بالوكالة الروسية للملاحة الجوية لوكالة إنترفاكس للأنباء إنه من غير المستبعد أن تكون الطائرة التي كانت تقل الرئيس الروسي عائدا من البرازيل هي المستهدفة بالإسقاط.
وأضاف المصدر أن الطائرة الماليزية وطائرة بوتين استخدمتا الارتفاع والمسار نفسهما بفارق زمني لا يتجاوز نصف ساعة. وقد عثر على بقايا الطائرة، التي انطلقت من مطار أمستردام الهولندي متوجهة نحو العاصمة الماليزية كوالالمبور، في مدينة شاختسيورك في مقاطعة دونتيسك قرب حدود أوكرانيا مع روسيا.
مجلس الأمن
ومن المنتظر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم الجمعة اجتماعا طارئا لبحث الوضع في أوكرانيا عقب سقوط الطائرة الماليزية، وذلك بعدما تقدمت بريطانيا بطلب في الموضوع، وذكرت وكالة سلامة الطيران الأوروبية “أوروكونترول” أن السلطات الأوكرانية أغلقت مجالها الجوي في شرقي البلاد بعدما نصحت العديد من البلدان شركات الطيران بالابتعاد عن المنطقة التي سقطت فيها الطائرة.
وتأتي كارثة سقوط الطائرة الماليزية بعد أشهر من اختفاء طائرة ماليزية أخرى في الثامن من مارس/آذار الماضي وعلى متنها 239 شخصا.
الجزيرة+ وكالات