لزمن طويل كانت محطة حافلات السفر في ساحة إسبانيا، وهي الساحة التي تعتبر إحدى رموز طنجة الدولية، والتي تحولت في زمن ما بعد الاستقلال إلى مزبلة.
في ساحة إسبانيا كانت تقف تلك الحافلات الجميلة والأنيقة والنظيفة، والتي تحمل راكبيها إلى مدن ومناطق مختلفة، بعضها في ضواحي وأحواز طنجة، وبعضها الآخر في مدن مغربية بعيدة.
كانت محطة المسافرين في ساحة إسبانيا تستمد أهميتها من كونها نقطة استراتيجية للسفر، فهي موجودة بباب ميناء طنجة، أي أنها حين تحمل المسافرين من مناطق مغربية أخرى فإنها تضعهم على باب الميناء، وهي أيضا تحمل المسافرين رأسا من السفن والبواخر إلى جهات ومناطق بعيدة في المغرب، كما أنها كانت أيضا على بعد أمتار من محطة القطار، والذي كانت سكته تمر بمحاذاة الشاطئ.
الأهمية الاستراتيجية الأخرى لهذه المحطة كانت في وجودها على مقربة من أحياء طنجة العتيقة والشهيرة، والجميع كانوا ينزلون نحوها عبر منحدرات سهلة، ونادرا ما كانوا يضطرون لركوب سيارات الأجرة.
بعد أن تم تغيير المحطة إلى مكان آخر بعيد ومزدحم، عرفت هذه الساحة تغييرات مسختها في جوهرها وتاريخها. وها هي اليوم تمتلئ بكل أشكال الموبقات من لصوص ومدمنين ومنحرفين وعاهرات وأصحاب سوابق.
هذه الساحة تعكس جزءا بسيطا فقط من المسخ الكبير الذي أصاب طنجة.