افتتحت مساء أمس الثلاثاء أشغال الندوة الثانية ضمن جامعة المعتمد بن عباد الصيفية فير إطار موسم أصيلة الثقافي، في دورته 36، والتي تحمل عنوان “التنمية المستدامة والتغير المناخي: أي دور للمنظمات المتعددة الأطراف”.
وتميزت الجلسة الافتتاحية، التي عقدت بمكتبة الأمير بندر بأصيلة، بالرسالة التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى المنتدى، والتي أقر فيها بضعف نتائج برنامج الألفية للتنمية.
واستعرض بان في رسالته الأحداث الحالية التي يشهدها الكوكب، واصفا إياها بمرحلة احتقار الإنسان، مستشهدا الصراعات العنيفة التي تحطم حياة البشر في مناطق مختلفة من إفريقيا والشرق الأوسط وغيرها.
وألمح الأمين العام للامم المتحدة إلى ضمنيا إلى فشل خطة أهداف الألفية للتنمية، التي أقرت سنة 200، مذكر ببقاء 500 يوم على انتهاء مدة 15 سنة التي حددها زعماء العالم من أجل تحقيق برنامج الألفية لأهدافه، حيث من المنتظر أن يلتئم العالم من أجل إخضاع برنامج الألفية السنة المقبلة للتقييم.
ودعا مون زعماء العالم لاعتماد اتفاقية “ذات ثقل كاف” بخصوص المناخ، في القمة المزمع عقدها بنيويورك بتاريخ 23 شتنبر 2015، مشددا إلى ضرورة مشاركة أكبر من طرف الحكومات والناشطين ورجال الأعمال والمواطنين العاديين للعمل على إنقاذ كوكب الأرض.
من جانبه، شدد رئيس مركز العلاقات الدولية والتنمية الاستشارية، الصربي فوك جيريميك، على ضرورة خروج مؤتمر المناخ القادم بقرارات ملزمة. مؤكدا على أهمية تجاوز الأمم المتحدة للإكراهات البيروقراطية.
وفي السياق ذاته، حذر وزير الخارجية الإسباني الأسبق ميغيل أنخيل موراتينوس، من النظرة “غير الموضوعية” لزعماء العالم للخطر المناخي الذي يتهدد العالم، مستنكرا عدم إداج قضايا البيئة ضمن الملف الأمني.
وأشار موراتينوس إلى أن العالم مطالب بتفعيل الجهود لإيجاد خطط فعالة وسريعة، لمواجهة التحديات، داعيا الأمم المتحدة إلى وضع جميع الدول، المتقدمة والنامية، أمام مسؤوليتها لإنقاذ الكوكب.
واقترح موراتينوس إصدار إعلان عالمي حول البيئة، على غرار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
من جهته، حث رئيس الوزراء الباكستاني السابق، شوكت عزيز، زعماء العالم، إلى قراءة التقارير الأخيرة للجان الأمم المتحدة حول التلوث والتغير المناخي، وما تضمنته من تنبيهات حول تزايد المخاطر التي تهدد كوكب الأرض.
وأكد عزيز على ضرورة اقتناع زعماء العالم بخطورة الموقف، ويوحدوا جهودهم من أجل التصدي لهذا الخطر، كما شدد على أهمية دور المجتمع المدني في هذا الإطار.
وتتواصل جلسات الندوة الثانية، ضمن فعاليات جامعة المعتمد بن عباد بموسم أصيلة الثقافي، بعقد اليوم وغدا، حيث تستضيف خبراء في البيئة والتنمية، بالإضافة إلى سياسيين وفاعلين في الإطار نفسه.
