يوما بعد يوم تتفاقم مخاوف الإسبان من المشاريع العملاقة الجارية بطنجة، تحسبا من سيطرة المغرب على مضيق جبل طارق، الذي يتحكم في حوالي 20 بالمائة من حركة نقل البضائع في العالم.
صحيفة “إلبايس” الواسعة الانتشار بالجارة الشمالية أفردت مساحة واسعة لموضوع التطور المتسارع الذي تشهده مدينة طنجة، والتي ستتحول إلى مركز استقطاب اقتصادي وسياحي عالمي من خلال مشروع طنجة الكبرى، ومينائها المتوسطي، الذي يشق طريقه بخطوات ثابتة ليتمركز بين أكبر موانئ العالم وأكثرها رواجا.
وأظهر التحقيق، الذي نشر الأحد الماضي، توجسا إسبانيا من التهديد الذي يمثله ميناء طنجة المتوسطي على مصالح مدريد في المضيق، حيث إن الأرقام والإحصائيات تشير إلى هجرة رؤوس الأموال والمستثمرين والعمال نحو المغرب.
وتشير الصحيفة إلى وجود أكثر من 900 شركة إسبانية تعمل في مختلف القطاعات الإنتاجية لفائدة الاقتصاد المغربي، إضافة إلى 250 شركة أخذت مواقعها -بشكل عملي- بمنطقة طنجة.
كما يرصد التحقيق القطاعات التي سينافس “ميتروبول-طنجة” عليها، وتحديدا قطاع الطاقة المتجددة، والبنية التحتية، والصناعات الزراعية والغذائية، ومعالجة المياه والسيارات والمعدات الصناعية.
التحقيق الذي دق ناقوس الخطر لدى الإسبان نبه إلى أن المغرب يسعى إلى تحويل الميناء المتوسطي إلى الميناء الرئيسي بالقارة وحوض البحر الأبيض المتوسط، في أفق السنوات الخمس المقبلة.
وأوضحت الصحيفة الإسبانية أن طنجة بمينائها المتوسطي ستستحوذ في وقت قريب على أكبر عدد ممكن من السلع والحاويات التي تنتقل عبر البحر المتوسط، حيث تمر سنويا من المضيق مائة ألف سفينة، علما أن ميناء الجزيرة الخضراء يحتل مركز الصدارة متوسطيا، بحوالي 4.5 مليون حاوية في عام 2013، بزيادة 6.6٪ عن العام السابق.
كما نبهت إلبايس إلى أن “متروبوليس- طنجة” سيمثل منطقة جذب سياحي صناعي أيضا، بعد إعلان الشركة العامة للمنطقة الحرة بطنجة عن ضم تكتل لتقديم خمس صناعات على مساحة 1200 هكتار بإدارة موحدة، معفاة من الضرائب مع تدفق القوى العاملة، حيث تضم المنطقة 500 شركة مدعومة بعدة حوافز ضريبية.
ولم يقتصر التحقيق على الخطر الاقتصادي الذي يمثله الميناء المتوسطي على إسبانيا، حيث أشار أيضا إلى أن الميناء الترفيهي لطنجة “مارينا- طنجة”، الذي تجري أشغال إنجازه الآن، سيستقبل في عام 2020 ما يناهز 750 ألف سائح، لصبح واحدا من أكبر المرافئ الترفيهية في البحر الأبيض المتوسط في العام 2016.
يذكر أن ميناء طنجة المتوسطي يحتل صدارة الترتيب في إفريقيا إلى جانب ميناء “ديربان” بجنوب إفريقيا، وتم تصنيفه مؤخرا في المرتبة 55 عالميا، متقدما بـ 18 مركزا.