نشرت صحيفة “القدس العربي“ تفاصيل جديدة تتعلق بحادث الغرق المأسوي لقارب الموت الذي كان يقل مهاجرين غير شرعيين، يحملون في أغلبهم الجنسية الفلسطينية، في محاولة للوصول إلى الشواطئ الإيطالية.
وأكدت الصحيفة اللندنية أن الحادث كان جريمة متعمدة، هدفت إلى التخلص من المهاجرين في عرض البحر بعد أن احتجوا على الظروف التي كانوا فيها خلال عملية التهريب.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها الصحيفة، فإن اللاجئين الذين يزيد تعدادهم عن 500 شخص غرقوا جميعاً في البحر، ونجا منهم أقل من عشرة أشخاص، كانوا قد تعرضوا للضرب بالعصي والركل بالأرجل، قبل أن تقرر عصابة التهريب التخلص منهم في عرض البحر وإغراق قاربهم بشكل متعمد.
وتشير مصادر فلسطينية رسمية إلى أن 300 فلسطيني على الأقل كانوا على متن القارب الغارق، وإنهم جميعاً من قطاع غزة.
وأكدت “القدس العربي“ نقلا عن مصادرها أن المهاجرين كان يتم نقلهم من الشواطئ المصرية أو الليبية على دفعات إلى “قارب الموت“.
إلا أن ارتفاع عددهم بصورة كبيرة دفعهم للاحتجاج ضد المهربين، فيما رفض بعضهم الصعود من القارب المطاطي الصغير إلى القارب الكبير الذي سيواصل السفر بهم.
وعندها تعرض المهاجرون بمن فيهم النساء والأطفال للضرب والتنكيل على أيدي المهربين الذين قرروا بعد ذلك التخلص منهم في عرض البحر.
وكانت السفيرة الفلسطينية في روما، مي كيلة، قد صرحت بأن 300 فلسطيني كانوا على متن القارب، إضافة إلى 200 آخرين أغلبهم من المصريين والسوريين، مؤكدة عدم انتشال أي جثة إلى حدود مساء أمس.
وينكب مسؤولون فلسطينيون حاليا على إعداد مذكرة لإرسالها إلى الاتحاد الأوروبي، من أجل فتح تحقيق في أسباب وملابسات اكتشاف الحادثة بعد أربعة أيام من وقوعها.
وتفيد المعلومات المتوفرة أن الكثير من الضحايا ماتوا جوعاً وعطشاً، قبل أن يغرقوا دون أن يتلقوا أية مساعدة، فيما تتجه أصابع الاتهام بالتقصير في إنقاذهم للبحرية الإيطالية.
وكانت السفارة الفلسطينية في اليونان قد أكدت، في بيان لها، أن إغراق القارب الذي كان على متنه 500 شخص تم بشكل متعمد في عرض البحر، ولم يكن حادثاً عرضياً.