انتهى عيد الأضحى، لكن لم ينته الجدل الذي يرافقه. فالعيد صار مناسبة لإثارة النقاش حول الكثير من السلوكات التي تصاحبه، وهي سلوكات لا تمت بصلة إلى العمق الحقيقي لعيد الأضحى ورسالته الإنسانية ومعانيه الروحية العظيمة.
الأغلبية الساحقة من المغاربة صاروا يتعاملون مع عيد الأضحى كمناسبة لأكل الحم فقط لا غير، وهو ما جرده من أهدافه العميقة التي سُن من أجلها، كعيد يرمز للتضحية والتسامح وطاعة الله.
عيد الأضحى في المغرب تحول إلى مناسبة للسمسرة ونهش الجيوب والنصب والاحتيال وتحويل فرحة الأسر إلى نكبة بسبب الغلاء واستفحال المضاربة واغتناء السماسرة ومن يشبهونهم.
هذا العيد تحول أيضا إلى مناسبة لإظهار العجز الاقتصاد والاجتماعي للبلاد، حيث يتحول قطاع عريض من العاطلين إلى امتهان أعمال مرتبطة بالعيد وتنتهي بانتهائه، مثل نقل الأضاحي عبر سيارات النقل الخفيفة ودراجات “التّريبُورتور” وغيرها، وبيع التبن والحبال والذبح والسلخ الهمجي للأكباش و”تشويط” رؤوس الأضاحي صباح العيد، مع كل ما يرافق ذلك من همجية ووساخة لا علاقة لها بهذا العيد النبيل.
الاستفتاء الذي طرحه موقع “طنجة أنتر” قبل العيد، والذي تضمن سؤالا يقول: هل يتعامل المغاربة، فعلا، مع عيد الأضحى كمناسبة دينية عميقة المعاني؟ جاء جواب القراء والمتابعين عليهه واضحا، فقد قال قرابة 80 في المائة إن المغاربة ضيعوا معاني العيد، بينما قال حوالي 20 في المائة إن المغاربة لا يزالون يتعاملون مع العيد كمناسبة روحية عظيمة المعاني، غير أنه في الفارق بين نسب المتشائمين والمتفائلين تكمن الإجابة الحقيقية.
لقد ضيعنا العيد فعلا، فمتى نسترجعه؟