السيدة فاليري، الصحفية الفرنسية، غاضبة من رفيق حياتها الأسبق فرانسوا هولاند.. والنساء حين يغضبن فانتظر العاصفة تأتيك مثل طير أبابيل..
السيدة فاليري تريفلير قلقة وغاضبة ومتوترة ومحطمة لأنها فقدت شبابها وكبرياءها وأنفتها على رجل لا يقدر قيمة النساء، وهاهي ننتقم منه شر انتقام.. غادي تشوف النجوم في عز النهار أيها المتعجرف الذي لا يستحق الحب.. تقول له العاشقة والحبيبة السابقة..
هناك نساء صنعن التاريخ بالحب.. وهناك نساء صنعن التاريخ بالانتقام..
ما الفرق بين رفيقة هولاند، المرأة الأولى التي عاشت تجربة سياسية فريدة مع الرئيس، وسيدة تأتي إلى الحمام أو صالون الحلاقة وتنشر غسيل وأوساخ عن” صون إكْس” الرفيق والزوج الأسبق ؟؟
لم تكن فاليري في هذه الواقعة المرأة الحديدية بقدر ما كانت امرأة ورقية بمجرد ما وصلها صهد صاحبها ومخالطها فأخرجت أنيابها وأظافرها مثل أي قطة شرسة .. سيغولين روايال تصرفت بمستوى أرفع و أرقى.. تصرفت بعقلها قبل غرائزها..
الغرائز الحيوانية لا تنفع دائما..
كان بإمكان الصحفية أن تكتب كتابا لعلاج فرنسا المريضة وليس كتابا لعلاج نفسها يقول أحد المقربين للزعيم الاشتراكي الذي يوجد في قلب العاصفة ويتلقى الضربات وهو في حالة لا يحسد عليها..
فرنسا بلد مريض.. وهولاند لم يكن الرئيس المناسب لإنقاذه.. الإنقاذ لا يكون بالشفوي..
كان في حالة يرثى لها وجاءت الرفيقة التي لم تهضم ولم تسرط خيانة الرجال وغرّقت له الشقف أكثر.. وصبت الزيت على النيران وعمقت الجراح..
مسكين أنت أيها الرئيس العزيز.. حيثما وليت وجهك في الدنيا نلقى الإخوان الاشتراكيين في أرذل العمر يبهدلون .. لم تعد الاشتراكية تخيف أحدا .. لكن السيدة فاليري مصرة على الانتقام من هؤلاء الأوغاد الذين يقولون ما لا يفعلون و يدعون حبهم للفقراء بينما يرمون اللحم في قمامتهم ويحبون المال ويعشقون الحياة الرخوة الأرستقراطية.
هل يضجر الرئيس من الفقراء ويتأفف منهم؟ هل حقا وصفهم أنهم “بلا أسنان”؟ أم أن السيدة محطمة والمحطمات.. كما المحطمين.. لا بد أن يزيدوا نفخا في الرماد.
تعالوا إلى ثقب الباب أيها الفضوليون في فرنسا وفي العالم سأشبع غرائزكم في النظر من ثقب الباب وفي شهوة ” فوايوريزم”، وها هو الزعيم الاشتراكي طلع مجرد مدع منافق متعجرف فظ بارد وغليظ القلب ومراهق..
إذا كان الحبيب في حلبة يتلقى الضربات فلا تمد له طوق النجاة.. احفر حفرة أخرى في زورقه ليغرق أكثر..
شراع سفينة الرئيس تتمزق والحب القديم يتفرج بتشفي لإطفاء جمرات الانتقام .المنتقم أو المنتقمة عادة أشخاص بقلوب هشة .. أسيبك للزمن التي قالت أم كلثوم أفضل وأبهى و أسمى من الانتقام..
هذه قصة حب وانتقام في إخراج فرنسي.. وعوض الاهتمام بالقضايا العويصة المتفاقمة في المقاولات والبطالة والتعليم والكآبة التي تضرب الفرنسيين، هاهي الهرولة نحو المكتبات إلى كتاب السيدة الغاضبة المنتقمة التي قال لها صديقها الطاهر بنجلون، حين افترقت عن هولاند، بأن تطوي الصفحة وقال لها: إذا نساك نساه وسدي عليه ألف باب..
الما والشطابة حتى باب البحر.
أنت أغلى منه و هو لا يستحقك؟؟
لماذا لم تفعل فاليري بنصيحة الكاتب؟
لماذا أصرت على أن تكون مثل غالبية النساء حين يفترقن عن الزوج والعشير والرفيق؟ ينسون أيام العز والأسفار والهدايا والملحة والطعام و لا يبقى في الذاكرة و”الديسك دور” سوى العجاج والغبار والضباب والريح والشوك..
المعتمد بن عباد، عليه الرحمة، حكم الأندلس حتى شبع حكما وشعرا وخمرا وحريما وحين أتى به معتقلا يوسف بن تاشفين إلى أغمات كانت زوجته اعتماد الرميكية معتقلة معه..
في يوم ما قالت له لم أر معك يوما جميلا في حياتي؟؟ هل كانت تضحك أم تقول ما تكتبه اليوم رفيقة هولاند؟
أجاب المعتمد سيدة مملكة الأندلس :آآآه عجبي.. و لو يوم الطين؟
كان يوم الطين حدثا يشهد على أن الملك حقق لرفيقته المدللة كل شيء بما فيها فانتازماتها على عجن الطين المسقي بماء الزهر و الورد و العطر بقدميها في باحة القصر.
كانت اعتماد تقلد النساء القرويات في ريف الأندلس حين يختلط الثرى و التراب بسيقانهن الجميلات..
الصحافة تبيع عندما تتحدث عن أسرار حب الحسن الثاني للباذنجان.. وتبيع حينما تتحدث عن لون سليب الأميرة ديانا هل هو أزرق أم أحمر؟ وهي رائحة ماركة أحمر الشفاه؟ لقد قتلوها المسكينة بالصور والنبش في حياتها الخاصة..
هل كان ماو تسي تونغ ينام على جنبه الأيمن أم الأيسر.. الصحافة تكشف لنا عن هذا اللغز العظيم الذي حير العالم..
في اليوم الذي طلعوا للفتى الذهبي مارادونا في رأسه خرج من منزله إلى الباباراتزي ببندقية يطلق الرصاص..
السيدة فاليري لم تكن صحافية كبيرة في الكتاب. كانت أصغر من حجمها.. كانت تشبه مجلتها في وقت كان بإمكانها أن تكتب مرجعا مهما لفرنسا في السياسة و ممارسة السلطة..