في عز موجة البرد القارس التي تعرفها مدينة طنجة يواصل عشرات المتشردين بينهم أطفال قاصرون اتخاذ الشوارع ومحيط المساجد مكانا للنوم في ظروف أقل ما يقال عنها أنها مأساوية.
ويشهد مسجد محمد الخامس، قرب ساحة الكويت، توافد عشرات المتشردين الذين يتخذون أماكن متفرقة بمحيط المسجد مكانا للنوم، وهم يلتحفون أغطية بالية ويفترشون الأرض الباردة.
ولم يسلم من هذه الوضعية الأطفال القاصرون الذين يكابدون في هذه الأيام تدني الحرارة لمستويات قاسية، حيث ينتشر معظمهم في ساحة 9أبريل وفي أحياء قريبة من الساحة وفي حدائق المندوبية وغيرها من الأماكن العمومية.
وفي مواجهة موجة البرد القارس يلجأ العديد من المتشردين إلى زيادة مستوى استهلاك المخدرات والكحول، أملا في تدفئة أجسادهم خلال هذه الأيام الباردة.
الملفت في الظاهرة بطنجة، هوغياب أي مبادرات من طرف المجتمع المدني باستثناء مبادرة وحيدة قامت بها إحدى الجمعيات قبل نحو شهر، وتمثلت في توزيع الملابس المستعملة وبعض المساعدت على المتشردين لمساعدتهم على مواجهة فصل الشتاء.
كما يغيب تدخل السلطات المحلية بطنجة في توفير مراكز إيواء مؤقتة لهم تقيهم ضراوة البرد القارس، عكس بعض المدن المغربية التي تتوفر على مراكز إيواء للمتشردين كما هو الحال في مدينة الدار البيضاء.
وينظم فاعلون جمعويون بالتنسيق مع السلطات المحلية في بعض المدن المغربية حملات من أجل إيواء المتشردين من الشوارع ونقلهم إلى مراكز إيواء مؤقتة، لحمايتهم من مخاطر موجة البرد، وهو مايغيب في طنجة التي تعد قبلة المتشردين من جميع أنحاء المغرب.