بدأت إسبانيا تسير على خطى هولندا في مجال تشريع وإباحة تدخين الحشيش، حيث شهدت مدينة برشلونة افتتاح عشرات الأندية الخاصة لتدخين وبيع الماريوانا بصفة قانونية.
وبدا التأثير الهولندي في أندية برشلونة واضحا من خلال التسميات، حيث أُطلق على عدد من النوادي أسماء مثل “أمستردام الجديدة” أو “هولندا الجديدة” أو أسماء أخرى شبيهة، في إحالة على كون أمستردام كانت أول مدينة في العالم جعلت ترويج وتدخين الحشيش، بكميات صغيرة طبعا، مسألة مباحة قانونيا.
ويُسمح في هذه الأندية بشراء جرعات حشيش بأسعار مناسبة، كما يتم فيها تدخين الماريوانا من دون أية مضايقات قانونية، وهو ما جعل الحكومة الكاتلانية المحلية تدرس جديا مسألة إصدار قانون يشرع وجود هذه الأندية بشكل نهائي.
وتقدر أوساط إسبانية عدد أندية الحشيش في برشلونة وحدها بحوالي 200 نادي، أي نصف العدد الموجود في إسبانيا كلها.
وفي استفتاء للرأي أجرته معاهد إسبانية مختصة، قال أزيد من 90 في المائة من المستجوبين، إنه يجب تشريع أندية الحشيش بصفة نهائية، على غرار ما حدث في هولندا مثلا.
غير أن أطباء مختصين حذروا من استفحال هذه الظاهرة وقالوا إن تدخين الحشيش بدون ضوابط يؤثر على الصحة الجسدية والعقلية بشكل كبير.
وقالت الدكتورة آنا غونزاليس بينتو، رئيسة معهد الطب النفسي في جامعة برشلونة، إن فتح هذه النوادي يشجع تدخين الحشيش بشكل مطلق، كما أنه يفتح الباب على مصراعيه لتشجيع صغار السن على فعل ذلك، وهو ما يضر بصحتهم النفسية والجسدية بشكل كبير.
وفي ظل الجدل الذي يسود إسبانيا حول الموضوع، يبدو أن الحشيش المغربي يزدهر، لكن هناك خطر يتهدده، وهو أن فتح المزيد من هذه النوادي يجعل سعر الحشيش ينخفض بشكل ملموس، وهو ما يجعل موارد “كتامة” مهددة. إنه الازدهار الذي يحمل في طياته الخطر.