محمد الصروخ، واسم شهرته العياشي، وشهرته الكبرى أنه الرياضي الأبرز في طنجة، وأحد أبرز الرياضيين على المستوى الوطني، لأنه رغم سنه فإنه الأكثر حضورا في كل ملتقيات ألعاب القوى من شمال المغرب إلى جنوبه.

العياشي رجل لا يتعب ويجري في كل الاتجاهات، لأن الرياضة بمثابة الأوكسجين اليومي الذي يتنفس به، لذلك من النادر أن تجد مسابقة لألعاب القوى، بكل أصنافها، لا يوجد هذا الرجل الستيني من بين المشاركين فيها.

صديق الجميع

العياشي صديق الجميع في الرياضة وفي غير الرياضة، ومشاركاته الكثيرة في الملتقيات المحلية والوطنية والدولية جعلته يتميز بروح رياضية قل نظيرها، وكثيرا ما أثرت روحه الرياضية على نظرياته السياسية والاجتماعية، التي غالبا ما يدافع عنها بعناد وإصرار، تماما كما يفعل مع خطوط النهاية في المسابقات الرياضية، لأنه يصر على أن يكون دائما الأول في صنفه، وحتى حين لا يتحقق ذلك فإنه يحقق ما هو أهم، وهو المشاركة.

صديق الجميع

من طنجة وأصيلة وتطوان، وحتى أكادير ومراكش، صار العياشي الوجه المألوف في كل الملتقيات الرياضية، وهو يحتفظ بمشاعر خاصة تجاه مراكش، هذه المدينة التي يكون ضيفا عليها في أغلب ملتقياتها الرياضية، ويصف سكانها بأنهم من أطيب الناس وأكثرهم إكراما للضيف. كما أن مراكش هي المدينة التي حقق فيها واحدة من أفضل إنجازاته الرياضية هذه السنة، حين فاز بالمرتبة الأولى للدورة 22 للماراتون.

رجل المسافات الطويلة

الرياضي العياشي يمارس كل يوم تدريباته الرياضية، فإن لم تكن بشكل مباشر فإنها تتم شكل غير مباشر، من خلال مشيه المستمر لأن نشاطه التجاري المتجول يقتضي ذلك، وهو في هذا وذاك أصبح الوجه الاجتماعي الأكثر شهرة في المدينة، لأنه من النادر أن يتحرك بضع خطوات دون أن يجد من يناديه للسلام عليه.

رجل المسافات الطويلة

عادة ما يركب العياشي سيارته الصغيرة الحمراء، وهي سيارة متميزة عن غيرها لأنه يضع عليها علما مغربيا، لكن المسافات التي يقطعها راجلا أطول من المسافات التي تقطعها سيارته.

يحتفظ العياشي بعلاقات ود وثيقة مع أبرز العدائين والأبطال المغاربة. فعلاقته مع هشام الكروج ممتازة، وعلاقاته الإنسانية مع مختلف العدائين الشباب تتميز بكثير من العفوية.

طنجة في القلب

العياشي يحمل اسم طنجة إلى كل المدن التي يشارك فيها، ويحمل في صدره قلبا مغربيا خالصا من طنجة إلى الكويرة، ويوصل، عبر مشاركاته المستمرة وعناده الرياضي الكبير، رسالة إلى العدائين الشباب مفادها أن الرياضة ليست مرتبطة بسن معين ولا بفترة محددة، بل هي مفتوحة على الحياة.

العياشي هو اليوم صاحب أكبر عدد من الكؤوس والميداليات، حصل عليها في مختف الملتقيات والمنافسات، وهي صارت جزءا أساسيا من حياته، ومن خلالها يوصل رسالة قوية مفادها أن الرياضة في عمقها ليست جريا مستمرا وراء المال والألقاب والكؤوس، بل سموا يوميا للروح الرياضية التي تمنح صاحبها مناعة ضد توترات الحياة.

قريب من الملك

لا يغيب العياشي عن أي لقاء جماهيري بين الملك والناس في طنجة. هو أيضا موجود باستمرار خلال حفلات استقبال الملك لضيوفه من ملوك ورؤساء الدول في طنجة. العياشي يتقدم الناس دائما وهو يرفع صور الملك.

وجود العياشي باستمرار حيث يوجد الملك جعل الحرس الخاص لمحمد السادس يتعرفون عليه بسهولة ويبادلونه التحية. ومن يدري، فربما تعوّد الملك على رؤيته أيضا.

العياشي صار يعرف البروتوكولات جيدا. ففي حفلات عيد العرش يرفع صوته بالولاء للملك، وفي حفلات عيد الشباب يهتف مهنئا. إنه يفرق جيدا بين الولاء والتهاني.

العياشي رياضي ستيني بقلب عشريني

العياشي لا يفعل كل هذا من أجل مصلحة، فحبه للملك مسألة خالصة لا لبس فيها ولا دخل فيها برغبة في الحصول على امتياز. العياشي يركب سيارته الحمراء الصغيرة ويجمع رزقه بعرق جبينه ويطوف مقاهي المدينة حاملا معه سلعته من ملابس داخلية وقمصان قطنية رجالية تجد لها زبائن كثيرين من عشاق الملابس الجيدة الذين لا يفاصلونه في الثمن لأنه يكره ذلك.

الذي لا يعرف العياشي في طنجة لا يمكن أن يكون طنجاويا. والذين يأتون إلى طنجة سيتعرفون عليه بسهولة. إنه رجل كل المهام. تاجر ورياضي ومحلل سياسي. حين يفوز في سباق ويسألونه عن شعوره فإنه يشكر الجميع “وعلى رأسهم الرياضي الكبير محمد السادس”. إنه يسميه هكذا.. الرياضي الكبير وليس الرياضي الأول.

يعشق مراكش

العياشي حطم كل الأرقام القياسية في مشاركاته الرياضية في عدد من سباقات الماراثون، خصوصا سباقات المسنين، وفي كل سباق يكون الأول، ويحصل على لقب جديد وبطولة جديدة، ويضيف إلى خزانته المزيد من الألقاب والميداليات والكؤوس.

عاشق لمراكش

أبرز مشاركات العياشي تكون في مراكش، لكن العياشي لا يأتي من مراكش بالكأس فقط، بل بحب كبير لهذه المدينة الحمراء التي يصفها بأنها قلب المغرب النابض شعبيا وتاريخيا وإنسانيا.

العياشي لا ينسى، في خضم ألقابه، أن يشكر كل الذين يهيئون له دائما ظروف المشاركة المريحة، وسواء في طنجة أو مراكش أو أية مدينة أخرى، يحمل البطل العياشي دائما علم المغرب على كتفيه كرمز للوحدة الوطنية والإنسانية بين المغاربة جميعا.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version