أطلقت شركة التدبير المفوض لمرفق الماء والكهرباء بطنجة، أمانديس، حملة توظيف “سرية”، عقب الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها عاصمة البوغاز ضد الشركة الفرنسية، وهي الاحتجاجات التي تطايرت أخبارها في وسائل الإعلام العالمية.
وحسب ما كشفت يومية “الأخبار”، “أمانديس” استقبلت مئات من طلبات العمل تتقاطر، بعد إجراء مقابلات غير معلن عنها للعموم وفي سرية تامة، أجراها أحد المسؤولين بالموارد البشرية، مع المتقدمين للوظائف الشاغرة المفترضة.
وخلفّت مقابلات العمل المذكورة ردود فعل متباينة، في ظل وجود المئات من حاملي الشهادات المعطلين بالمدينة، فضلا عن أبناء المتقاعدين، وكذا بعض الذين اجتازوا تداريب دون أن يتم إدماجهم، رغم توفرهم على كفاءات عالية في بعض المجالات داخل الشركة الفرنسية، تضيف “الأخبار”.
ووفق المصادر ذاتها، فإن أمر هذه المقابلات لم يتجاوز نطاق الموظفين والمسؤولين داخل الشركة الفرنسية التي لا يزال شعار “الرحيل” يطاردها، فيما لم تعلن الشركة إلى حدود اللحظة، عن التفاصيل الكاملة لهذه المقابلات، بعد أن أخضعتها وزارة الداخلية لضرورة التواصل مع الرأي العام، عبر إصدار بلاغات توضيحية للمواطنين حول آخر مستجدات الإجراءات التي تم تنزيلها.
ولم تخف المصادر ذاتها، أن تكون وراء هذه المقابلات الكلمة التي ألقاها والي الجهة محمد اليعقوبي، في اللقاء الذي حضره رئيس الحكومة ووزير الداخلية، حين قال إن هناك “ضعفا في الموارد البشرية بالشركة”، الأمر الذي جعل القائمين عليها يلجؤون إلى هذا القرار المثير، رغم أنه يضرب بعرض الحائط كل القوانين المنظمة، بما فيها دستور 2011 الذي ينص صراحة على ضرورة إعمال مبدأ تكافؤ الفرص بين عامة المواطنين.
وكان رئيس مقاطعة مغوغة، محمد بوزيدان، قد كشف مؤخرا أن أمانديس توظف فقط 64 مراقبا تبدو مهمتهم “مستحيلة” في قراءة حوالي نصف مليون عداد بالمدينة، وهو ما يفسر “جزئيا” موجة الغلاء التي عرفتها فواتير استهلاك شهريْ يوليوز وغشت الماضيين، اللذين تزامنا مع أخذ عدد من المراقبين لعطلتهم السنوية.