يبدو ان كل من تسول له نفسه ان يكون في قلب الحكومة المغربية سيكون محط نقد لاذع سواء كان رجلا ام امراة، ولن يسلم من الاذى ان جاوز الخط الاحمر ولم يتقن فن اللعب السياسي .
النقاد والمتحاملون على الاداء الحكومي المغربي لن يرحموا احدا بعد اليوم كما حصل مع الوزيرتين شرفات أفيلال وحكيمة الحيطي. الكل صب جام غضبه على امراتين كانتا الى وقت قريب تمثلان مظهرا من مظاهر تطور صورة المرأة في المجتمع المغربي، لانهما استطاعتا الى جانب وزيرتين اخرييتن ان يبينا وجه مغرب مشرق يعتز بكفاءة نساء وصلن حد الاستوزار.
مثير ان يكون الاستفزاز بهذا الشكل الملح وان يصل حد التشهير كما قد يحصل في دول ديمقراطية بشتى التعبيرات الساخرة وان تصبح ساعات زمن الوزيرة الحيطي في قلب الحدث السياسي المغربي.
وفي مسالة الزمن هناك ازمنة كثيرة… الوزيرة حين تقول بالعمل 22 ساعة فقد تقصد زمنا مخفيا لايرى بالعين المجردة زمن الجهد والتعب الذي لاينتهي، لان الموظف البسيط في مغربنا يرتبط بزمن مهني لكنه ليس زمنا حقيقيا ابدا. الموظف محكوم بعمل محدد وقد يكون فعلا زمنا مرهقا رغم محدودية الساعات، وقد يكون زمنا فارغا لان ببساطة ماكاين مايدار …
ساعات الحيطي بالمفهوم الفلسفي زمن اخر يتجاوز الوقت المحدد للعمل، لأن العمل قد يتبعها في كل مكان وليس مرتبطا بمقر او مكان . والساعة او الساعات التي تقتنيها للزينة والتاكد من قيمة الوقت لن تكون ساعة بسيطة وعادية، بل يجب ان تكون قيمة وباهظة تليق بالة تقيس وقت الوزيرة وتثمنه.
لا ضير لمحاسبة وزيرة على غلاء ساعتها اليدوية خاصة إذا كان من عباد الله المغاربة من يقتني ساعة بنفس الثمن ليس لانه يعمل كثيرا ويقدر قيمة الوقت، بل فقط لانه ذو مال راكمه بطرق او باخرى فصار يعمل بقوله تعالى واما بنعمة ربك فحدث.
ليس للزمن حدود، فهناك فقير يعيش يوما جميلا كانه العمر كله، وهناك من يعيش اوقاتا واوقاتا وكانه لا يعيش ..،الزمن كيفي وليس كميا، وهناك طبعا من يشعر بثقىل كل دقيقة تمرعليه مثل المضيوم والمقهور والمسجون، فساعاته اليومية لاتريد ان تنقضي ويكون الزمن هم وغم في انتظار لحظة انفراج يتبدد فيها كل شيء ليبدأ الزمن الحقيقي، لكن زمن الوزراء طويل ولا يكفي احيانا كم محدد لانهاء كل المهام والمسؤوليات، لابد من البحث على زمن اخر يقتص من زمن الراحة والتامل والمتعة.
الوزير الناجح هو الذي يجعل من وقته لخدمة الناس وقتا لامحدودا يجد فيه كل متعه الانسانية، فهو انسان فوق العادة اختار ان يكون وقته لغيره و ليس لنفسه.
فهل يوجد في وزرائنا ومسؤولينا من يتبنى هذا المعنى اللامحدود للزمن؟ الحيطي اصابت في حديثها عن 22 ساعة عمل وهي تركت ساعتين لها في اليوم لانه حتى النوم يكون وقتا للحلم بمصلحة البلد، الوزير يجب ان يكون هنا حاضرا في كل حين اما الوزبرة شرفات فحماسها الزائد اوقعها في غلطة العمر، السياسة كياسة أولا وتاثير للاخرين على النفس .. قد تكون لاتزال صغيرة على سياسة السياسويين، ارحموها وامنحوها فرصة لكي تتعلم فالسياسة في النهاية رجل وامراة لاجنس لها سوى تدبير اللسان وتدريبه على فن المراوغة لنقنع الآخرين بما لاقد يقتنعون في الزمن المغربي الصعب.