يسترجع الإسبان يوم، 11 مارس 2014، الذكرى العاشرة للتفجيرات الدامية التي شهدتها العاصمة مدريد عندما لقي 200 مواطن إسباني مصرعهم.

وتستعيد إسبانيا هذه الذكرى المريرة وهي في وضعية مختلفة تماما، جعلتها تنسى، أو تتناسى ما جرى ولو مؤقتا، بفعل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعاني منها البلاد.

وكان مائتي قتيل سقطوا في تفجيرات غير مسبوقة في قطارات الضواحي بالعاصمة مدريد في الساعات الأولى من صباح 11 مارس 2004، حيث ساد اعتقاد وقتها بأن التفجيرات من تنفيذ منظمة “إيتا” الباسكية الانفصالية.

غير أن التحقيقات التي جرت بعيد ذلك أثبتت أنها من تنفيذ جماعات مرتبطة بتنظيم “القاعدة”، وأن التفجيرات جاءت ردا على مشاركة إسبانيا في الحلف الأمريكي الذي غزا العراق سنة 2003.

وكانت “إيتا” نفت بعيد التفجيرات أن تكون لها يد في ذلك، وهو ما جعل رئيس الحكومة وقتذاك، خوسي ماريا أثنار، في موقف غاية في الإحراج أمام الإسبان، الذين اتهموه بالكذب عليهم من أجل أهداف انتخابية.

وكان تأثير تلك التفجيرات سريعا حيث فقد الحزب الشعبي أغلبيته المطلقة في الانتخابات التشريعية التي جرت بضعة أيام بعد التفجيرات، مما اعتبره المراقبون، ليس خوفا من واضعي القنابل، بل عقابا لأثنار وللحزب الشعبي على الكذب ونسْب التفجيرات لمنظمة “إيتا”.

وخلال التحقيقات التي جرت بعد ذلك، تم اعتقال عدد من المتهمين والمشتبهين، بينهم مهاجرون مغاربة في إسبانيا، ومن أبرزهم مهاجرون طنجاويون كانوا يعيشون في إسبانيا لوقت طويل ولم تكن تبدو عليهم علامات مريبة.

اليوم، في الذكرى العاشرة لتلك الأحداث الأليمة، يبدو أن الإسبان لملموا جراحهم، وهم اليوم يحاولون لملمة جراح أخرى مختلفة، جراح اقتصادية بالأساس، حيث يعانون من واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية التي مرت عليهم في تاريخهم، وصار المغرب، الذي كانوا يرون فيه مُصدّرا للمتطرفين، أملا جديدا لإنقاذهم من الأزمة الاقتصادية، حيث حل بالمغرب عشرات الآلاف من الإسبان للعمل، ونزحت مئات المقاولات المهددة بالإفلاس نحو مختلف المدن المغربية بحثا عن مستقبل آمن.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version