تسود طنجة موجة استغراب كبيرة من الصمت المطبق الذي التزمه المستشارون الجماعيون لحزب “العدالة والتنمية” إزاء الفضجية الجديدة لعمدة طنجة، فؤاد العماري، الذي رخص بذبح محمية طبيعية وبناء تجزئتين سكنيتين فوقها.
ويتساءل الطنجاويون، ومعهم كل المغاربة، عما يتشدق به هذا الحزب من مبادئ سياسية ودينية، في الوقت الذي لم ينبس أعضاؤه بطنجة ببنت شفه إزاء الفضيحة المدوية للعماري، الذي لم يُراع إلاّ ولا ملّة في محمية طبيعية نادرة هي في ملك المغاربة عموما.
وكان عمدة طنجة، فؤاد العماري، وقع ترخيصا للبناء على محمية طبيعية في قلب منطقة الزياتين الغابوية، والتي كانت تحظى بمكانة خاصة عند سكان طنجة وباقي المغاربة، بسبب عمقها الطبيعي الاستراتيجي في المنطقة.
ولم يصدر حزب “العدالة والتنمية” إلى حد الآن أي بيان حول الفضيحة، كما أن المستشارين الجماعيين للحزب لم يطالبوا بعقد دورة استثنائية للجماعة الحضرية لمناقشة ظروف وملابسات توقيع العماري على رخصة لبناء تجزئتين سكنيتين فوق المحمية الطبيعية.
وتقول مصادر مطلعة لـ”طنجة أنتر” إن أعضاء العدالة والتنمية كانوا على علم مسبق بهذه الفضيحة، وأنهم فضلوا تجاهلها من أجل الحفاظ على مكاسب سياسية ظرفية.
وفي حال استمرار حزب “العدالة والتنمية” في تجاهل الفضيحة الجديدة لعمدة طنجة، فإن ذلك سيكون صدمة كبيرة لسكان طنجة، التي تعتبر مدينة يعتمد عليها حزب بنكيران كثيرا خلال الانتخابات الجماعية والتشريعية.
وينتظر سكان طنجة خلال الأيام المقبلة أن يخرج مستشارو العدالة والتنمية من الكهف الذي سكنوه من زمان، وأن يبرؤوا أنفسهم من هذه الفضيحة، التي تعتبر سابقة حقيقية في مجال الجرائم العقارية في طنجة على الخصوص وفي المغرب عموما.