طنجة أنتر:
لم ينجح دي خيا في حماية مرماه وقيادة “لاروخا” إلى مواصلة مشوار المونديال، وهو ما جر عليه انتقادات كبيرة، وسخرية لاذعة.
وعلى ملعب لوجنيكي في موسكو، وقع المنتخب الاسباني مرة جديدة ضحية لعنة المنتخب المضيف التي تلاحقه في البطولات الكبرى، بسقوطه 3-4 بركلات الترجيح أمام روسيا بعد التعادل 1-1، بينما تفوقت كرواتيا على الدنمارك 3-2 بالركلات نفسها، بعد تعادلهما بنتيجة 1-1 أيضا.
ويلتقي الفائزان في السابع من يوليو على ملعب فيشت الأولمبي في سوتشي، في ثاني مباريات الدور ربع النهائي الذي بلغته السبت الأوروغواي على حساب البرتغال ونجمها كريستيانو رونالدو، وفرنسا على حساب الأرجنتين ونجمها ليونيل ميسي.
وغداة خروج أفضل لاعبين في العالم في الأعوام العشر الماضية، أصبحت اسبانيا ثالث بطل للعالم يخرج من المونديال الروسي وذلك بعد ألمانيا المتوجة أربع مرات آخرها عام 2014 والأرجنتين بطلة 1978 و1986، وذلك على يد البلد المضيف وحارس مرماه أكينفيف الذي تصدى لركلتين ترجيحيتين للاسبانيين كوكي وياغو أسباس.
وواصلت اسبانيا التي أحرزت لقب 2010، السقوط تحت لعنة المنتخبات المضيفة في البطولات الكبرى، لتخرج للمرة الرابعة في مواجهة من هذا النوع (بعد ايطاليا 1934 والبرازيل 1950 وكوريا الجنوبية 2002)، اضافة الى خروجها خمس مرات من كأس أوروبا في الظروف نفسها.
أما روسيا، فواصلت مسيرتها اللافتة في المونديال الحالي، وحققت انجازا تاريخيا جديدا ببلوغها ربع النهائي للمرة الأولى بعد انهيار الاتحاد السوفياتي (1991)، علما ان وصولها لثمن النهائي كان الأول منذ ذلك التاريخ أيضا.
ويعد بلوغ روسيا هذه المرحلة مفاجئا لكونها بدأت النهائيات كأسوأ المنتخبات ترتيبا في تصنيف الاتحاد الدولي (فيفا) من بين المشاركين الـ32.
ونجحت روسيا في خطتها التكتيكية وجرت اسبانيا التي كانت صاحبة الاستحواذ والسيطرة، الى ركلات الترجيح. ولم تشهد المباراة فرصا كثيرة للتسجيل بسبب تكتل الروس في منطقتهم واعتماد الاسبان على اسلوبهم بالتمرير القصير لخلق مساحات، دون جدوى.
واستحوذ الاسبان على الكرة من البداية ونجحوا في افتتاح التسجيل بيد انهم فضلوا الاحتفاظ بالكرة وتمريرها عرضا بدل الضغط لزيادة الغلة، فدفعوا الثمن بحصول الروس على ركلة جزاء من إحدى الفرص النادرة التي سنحت لهم، وأدركوا من خلالها التعادل.
وكان خروج المنتخب الاسباني حزينا لأسباب عدة، منها انه كان من المرشحين لاحراز اللقب للمرة الثانية في تاريخه، كما ان الاقصاء أمام روسيا كان المباراة الأخيرة للمخضرم أندريس انييستا (34 عاما) مسجل هدف الفوز على هولندا في نهائي 2010، والذي اعلن اعتزال اللعب دوليا.
وقال إنييستا “أترك المنتخب بطعم مرير وصعب، لقد توقف مشوارنا لأننا لم نتمكن من التقدم خطوة أخرى، وان نكون في مستوى هذه الظروف”.
ووجهت الصحف الاسبانية انتقادات لاذعة لـ “لا روخا”، منتقدة أيضا التغيير المفاجىء الذي أجراه الاتحاد على رأس الجهاز الفني قبل يومين من المباراة الأولى، بإقالة المدرب جولن لوبيتيغي على خلفية الاعلان عن انتقاله الى ريال مدريد بعد النهائيات، وتعيين فرناندو هييرو بدلا منه.
وكتبت صحيفة “ماركا” الرياضية “ضربة قاضية في ثمن النهائي هي صفحة سوداء أخرى في تاريخنا”، متحدثة عن “فشل بالأحرف الكبيرة