طنجة أنتر:

لعدة سنوات، ظل ما يسمى “ملعب طنجة الكبير” مفخرة لجماهير طنجة وللمغرب عموما، وجرت فيه مباريات دولية كبيرة، وامتدحه كثيرون لمواصفاته العالمية، لكن كل شيء جرى قبل أن تجري الرياح بما لا تشتهي الكرة.

وفي المباراة الودية الأخيرة التي جرت يوم 26 مارس الماضي بين المنتخبين المغربي والأرجنتيني، انقلب كل شيء، وصار هذا الملعب لعنة، بل تحول إلى أضحوكة حين اكتشف الجميع (فجأة.. !) أنه “ما ملعب ما والو”.. وضحكت عليه مختلف القنوات الإعلامية داخل المغرب وخارجه.

في تلك المباراة لعبت الرياح دور الهجوم، ليس لأنها قوية فوق العادة، بل لأن الملعب به عيوب خطيرة تجعل الرياح تمرح فيه حتى لو كانت ضعيفة، فكيف إذا كانت 60 أو 70 كيلومترا في الساعة، بل حتى كاميرات التصوير لم تستطع الصمود، خصوصا وأن كاميرات التلفزة المغربية من وزن الريشة.

تلك المباراة التي كانت مفخرة، تحولت فجأة إلى مهزلة، والرياح مجرد سبب، لأن المهزلة الحقيقية هي تغيير تصميم الملعب من ملعب مغطى بالكامل وبمدرجات كاملة إلى مجرد قطعة من الإسمنت مفتوحة من فوق ومن تحت، وبمدرجات عارية، ومنصة للصحافة تحت الأمطار، والأزبال أيضا.

والمثير أن الذين صمموا الملعب جعلوا فتحاته في اتجاه رياح الشرقي تحديدا، وهذا في حد ذاته “تفكير حميري” غير مسبوق، إن دل على شيء فإنما يدل على أن الملعب “خرْج من الخيمة مايل”.. وأن الرياح مجرد تحصيل حاصل.

اليوم يتحدثون عن التصميم الأصلي والتصميم المفتعل، أي أن التصميم الأصلي كان (كما يظهر في الصورة) لملعب محترم، بمدرجات كاملة ومغطى بالكامل وموقف سيارات وأبواب كافية .. إلخ.

لماذا إذن ذهب التصميم الأصلي مع الريح وتم بناء أعجوبة مفتوحة على كل الجهات، لذلك يتساءل الناس بمرارة: أين ذهبت ميزانية الملعب، ومن أكلها، ولماذا لم يتم فتح تحقيق بشأنها؟؟؟

إنها أسئلة حارقة.. والجميع ينتظر الجواب.. وفوق هذا نتمنى ألا تذهب هذه الأسئلة مع الريح.. !

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version