لم يستطع الكثير من الإسبان إخفاء دهشتهم وهم يسمعون بخبر خطبة الأمير فيليبي دي بوبون، وريث العرش الإسباني، على الصحفية ليتيثيا أورتيث، لأنهم اعتادوا أن الملوك والأمراء الإسبان، لا يعقدون قرانهم إلا على الأميرات، لكن المعجزة حصلت، والشابة التي تربت في أحضان أسرة متوسطة ستصبح اليوم أول ملكة –صحفية.

ليتيثيا ملكة إسبانيا الجديدة

ولدت ليتيثيا أورتيث روكاسولانو، أو “دونيا ليتيثيا”، كما صارت تنادى بعد دخول قصر “ثارثويلا” الملكي، في 15 شتنبر 1972 بأوفييدو، في أسرة عادية جدا، حيث كان والدها يعمل صحفيا، ووالدتها ممرضة، وناشطة بمنظمة نقابية، فيما كان جدها سائق سيارة أجرة.

درست الأميرة ليتيزيا الصحافة بجامعة “كومبلوتنس” بمدريد، واختارتها كمهنة ستدخلها لأول مرة لعوالم السياسة و ستقربها قليلا من الشؤون الملكية، عبر عملها بوكالة الأنباء الرسمية الإسبانية، قبل أن تنتقل إلى المكسيك لتعمل في صحيفة “سيغلو” بغوادالاخارا.

وهناك في المكسيك ستدخل الأمير المستقبلية في علاقات “جنونية”، كان من الممكن أن تعتبر عادية لو كانت صاحبتها أي شابة أخرى، لكن هذا الماضي سيظل يلاحق زوجة الملك الجديد إلى الأبد، خاصة صورتها الشهيرة مع صديق لها وفي يدها علبة جعة، وهي تصرفات جعلت الكثير من الإسبان يبدون تحفظا واضحا على المرشحة المستقبلية لخلافة الأميرة اليونانية “دونيا صوفيا”، زوجة الملك خوان كارولوس وملكة إسبانيا لـ39 سنة.

صوتها المثير للجدل في المكسيك

مغامرة ليتيثيا أورتيث، في المكسيك ستنتهي، لتبدأ حياة جديدة في عالم الصحافة في إسبانيا، وسيعرفها الإسبان كوجه تليفيزيوني عندما عملت بالقناة الإسبانية الأولى كمراسلة أخبار وكمذيعة.

بسرعة ودون مقدمات، ستدخل الصحفية في علاقة عاطفية بولي عهد إسبانيا بدأت في 2003 في سرية تامة، وبسرعة أعلن القصر الملكي عن خطبة الأمير فيليبي على “الأميرة” ليتيثيا وسط دهشة الإسبان الذين كانوا يتوقعون لأميرهم المدلل أن يختار مصاهرة عائلة ملكية عرقية كما فعل والده.

ستدخل أميرة أستورياس بعد ذلك إلى عالم غريب عليها، ستكون مجبرة على تعلم قواعده وبروتوكولاته الصارمة، ولعل أوضح دليل على ذلك، كان موقفها الطريف والشهير في ندوة صحفية مع خطيبها، حينما أراد الإجابة عن أسئلة الصحفيين، فالتفتت إليه بعفوية بالغة قائلة “انتظر حتى أنهي كلامي”، وهو موقف لم يستطع الصحفيون ساعتها إخفاء دهشتهم منه.

عندما كانت صحفية بالقناة الإسبانية الأولى

منذ 2004 سنة زواجها بأمير أستورياس، إلى 2014 سنة توليه الملك، أشياء كثيرة تغيرت عند دونيا ليتيزيا، فقد أصبحت أما لأميرتين، وصارت أكثر اهتماما بمظهرها، حتى لقبت بـ”مهووسة عمليات التجميل”، وصارت أكثر احتراما للبروتوكول الملكي.

لكن معضلة أميرةٍ ستتحول إلى ملكة في غضون أيام، تظل هي علاقتها بالشعب، هذا الشعب الذي اعتاد على الملكة المحبوبة “دونيا صوفيا”، المتواضعة والهادئة وذات الابتسامة العريضة، فيما لا زال يعاب على زوجة ولي العهد أسلوبها الجاف الذي ورثته عن مهنة الصحافة، لكنها الآن صارت مجبرة على التقرب أكثر من الشعب الذي انطلقت من بين أحضانه، وعادت إليه ملكة متوجة.

الأميرة ليتيثيا رفقة الأسرة المالكة في إسبانيا
شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version