طنجة أنتر:
وجد مهاجر مغربي في هولندا أحلامه في الاستثمار ببلده تتبخر حين عاد إلى مسقط رأسه في منطقة تركيست بالحسيمة، لإقامة مشروع قرية سياحية، وفي النهاية وجد نفسه من دون قرية سياحية، ولا حتى من دون الأرض التي كان سيقام فوقها المشروع.
وكان المهاجر عبد السلام الأزعر التليدي (70 سنة)، هاجر إلى هولندا سنة 1972، وعاد إلى مسقط رأسه أواسط التسعينيات من أجل تحقيق حلمه بإقامة مشروع سياحي في مسقط رأسه في دوار “أطيل” بمنطقة تركيست بنواحي الحسيمة، في إطار ما يعرف بالسياحة الجبلية، بالنظر إلى ما تزخر به تلك المنطقة من مؤهلات طبيعية وجمالية تجعلها أولوية في هذا المجال، رغم ما تعيشه المنطقة من عزلة كبيرة، وهي العزلة التي كان من شأن المشروع السياحي أن يفكها عنها.
ويقول المستثمر المغربي إنه كان يطمح إلى بدء استثمار سياحي كبير في المنطقة، بشراكة مع مستثمرين هولنديين، خصوصا وأن المنطقة، الموجودة بجماعة بني بشير، تتميز بطبيعة استثنائية، رغم أنها تعاني من عزلة استثنائية أيضا، خصوصا في فصل الشتاء، وهو ما جعل الكثير من أبنائها يهاجرون إلى بلدان أوربية أو إلى مناطق أخرى من المغرب.
غير أن حلم المهاجر التليدي سرعان ما تحول إلى خيبة كبيرة، بعد أن وجد نفسه في دوامة بين الإدارات والمحاكم، بعد أن تم السطو على الأرض التي كان يزمع إقامة المشروع عليها، والمثير أن الذين سطوا على الأرض أقاموا عليها زراعة الحشيش، فكانت، كما يقول المهاجر المغربي، صدمة مزدوجة “أولها السطو على أرضي وارض أجدادي، وثانيا أقيم عليها “مشروع حشيش” عوض مشروع سياحي كبير كنت أروم تنفيذه بشراكة مع شركاء هولنديين”.