لماذا لا تأخذ “أمانديس” العبرة من التجارب السابقة؟

(سعيد الحسوني)

يشتكي العديد من المواطنين القاطنين بمدينتي طنجة وتطوان، من ارتفاع فواتير استهلاك الماء والكهرباء لشهر ماي الماضي، والتي تسلموها منذ بداية الأسبوع الجاري.

وفي ردها على هذا الارتفاع الواضح، أجابت شركة “امانديس”، عبر وسائطها الإلكترونية، أن ذلك راجع أولاً إلى ارتفاع الاستهلاك بسبب مكوث أغلب الأسر بمنازلهم لمدة طويلة نتيجة الحجر الصحي.

وثانياً، حسب موقف الشركة الفرنسية، ذلك راجع لحسابها الفرق بين الاستهلاك التقديري الذي كانت تسجله في فواتير الأشهر الثلاثة الأخيرة، والاستهلاك الحقيقي بعد عودة مستخدميها لقراءة أرقام العدادات مباشرة.

ولو افترضنا أن حجج الشركة سليمة، لماذا لم تعمل، عند ملاحظتها هذه الزيادات الكبيرة في فواتير الاستهلاك، على إيجاد حلول لأداء ميسر لزبنائها، مثلا توزيع قدر الزيادة على ثلاثة أشهر أو أكثر حتى لا يشعر الزبناء بثقلها على ميزانياتهم المتضررة أصلا من تداعيات جائحة كورونا؟

لماذا لم تجتهد الشركة في ابتكار وسائل ذكية للتواصل الإيجابي مع المواطنين، بأن تعلن، من تلقاء نفسها، عن تدابير استثنائية تسهل على الزبناء أداء الفواتير المرتفعة، خاصة مع تضرر عدة قطاعات بالحجر الصحي وفقدان الآلاف من المواطنين للشغل أو خسارتهم لجزء كبير من مداخيلهم؟

“أمانديس” تعلم جيدا أن هذه الفواتير المرتفعة ستشعل من جديد فتيل الاحتجاجات ضدها، سواء الافتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي أو ربما على أرض الواقع، إذن لماذا لا تتعظ ولا تأخذ العبرة من الاحتجاجات السابقة بأن تسعى لتحسين مستوى تواصلها مع زبنائها؟

على شركة “أمانديس” العمل  بجد واجتهاد لمصالحة مئات الآلاف من زبنائها، تأتيها الفرص اتباعا وتضيعها، بل أحيانا عن قصد أو عن جهل، تزيد من معاداة الشارع الشمالي لها ومطالبته برحيلها.