طنجة أنتر:

شهدت أولى جلسات وزراء الخارجية العرب التمهيدية للقمة العربية بالجزائر اشتباكا دبلوماسيا بين المغرب والجزائر على خلفية قيام قناة تلفزيونية جزائرية بنشر خارطة للعالم العربي على موقعها الالكتروني تُخالف الخريطة التي درجت جامعة الدول العربية على اعتمادها مما أثار تحفظ الوفد المغربي.

وقالت الأمانة العامة أن الجامعة العربية لا تعتمد خريطةً رسمية مبين عليها الحدود السياسية للدول العربية، وأنها تتبنى خريطة للوطن العربي بدون إظهار للحدود بين الدول تعزيزا لمفهوم الوحدة العربية. كما أهابت الأمانة العامة بجميع وسائل الإعلام توخي الحرص الشديد في نسبة المعلومات المنشورة على مواقعها للجامعة العربية، أو مؤسساتها.

ونشرت عقب ذلك قناة الجزائر الدولية اعتذارا عن استخدام خريطة غير تلك المعتمدة من قبل الجامعة العربية. وقالت القناة في بيان لها إن ذلك لا يعدو أن يكون خطأ فنيا من قسم “الجرافيكس”.

وبعد هذه الحادثة، تم تسريب إشاعات عن مغادرة الوفد المغربي للقاعة وبعضهم ذكر أنه غادر حتى الجزائر. لكن المصدر الدبلوماسي المغربي عاد ليؤكد أن الوفد المغربي بقي داخل القاعة واحتج على عدم احترام خارطة المغرب، كما هو متعارف عليها، من قبل قناة جزائرية مما اضطر الجامعة العربية إلى إصدار بيان توضيحي ورئاسة الجلسة إلى تقديم اعتذار.

وشدد ذات المصدر على أنه “ليس من قواعد وأعراف العمل الدبلوماسي المغربي أن يغادر قاعة الاجتماعات بل أن يدافع من داخل أروقة الاجتماعات على حقوق المغرب المشروعة ومصالحه الحيوية”. وخلص إلى أن “كل الأخبار الرائجة عن مغادرة الوفد المغربي لقاعة الاجتماعات لا أساس له من الصحة”.

وبخصوص مضمون ما دار في الاجتماع المغلق لوزراء الخارجية، تحدثت مصادر مغربية عن طلب تقدم به الوزير بوريطة بإدراج نقطة تسليح إيران للبوليساريو بالدرونات واستهدافها للأراضي العربية سواء في الخليج أو المغرب ضمن جدول الأعمال. لكن رئيس الجلسة، وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة رفض ذلك، وهو ما احتج عليه نظيره المغربي.

ويعتقد الجانب الجزائري، أن إعادة الحديث عن تسليح إيران لجبهة البوليساريو ليس سوى رغبة في التشويش على القمة العربية. وسبق لهذه المسألة أن أثيرت في مايو 2018 مما أدى لقطع الرباط علاقاتها مع طهران، وردت عليها الجزائر وإيران وجبهة البوليساريو بالنفي القاطع، وطالبت الأطراف الثلاثة المغرب بتقديم دليل على ذلك.

وعشية وصول بوريطة للجزائر، طرح المغرب قضية تسليح إيران لجبهة البوليساريو على لسان عمر هلال مندوب المغرب الدائم لدى الأمم المتحدة. وحذر السفير خلال مؤتمر صحافي بعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي بتمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية “مينورسو”، من استخدام جبهة “البوليساريو” طائرات مسيّرة إيرانية لتهديد أمن وسلامة المغرب، مؤكداً أن بلاده “ستتصرف بقوة وستكون عواقب وخيمة على جبهة البوليساريو”، على حد قوله.

وسبق للجزائر سنة 2018 أن استدعت السفير المغربي (لم تكن العلاقات مقطوعة حينها)، لإبلاغه رفض السلطات الجزائرية لما بدر عن المغرب من ادعاءات بوجود تنسيق بين جبهة البوليساريو وعناصر من حزب الله اللبناني على الأراضي الجزائرية، والذي على أساسه بنى المغرب قرار قطع علاقاته مع إيران.

 

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version