طنجة أنتر:

أفادت أوساط إعلامية أن الضجة التي أحدثها الفيلم الوثائقي “زوايا الصحراء، زوايا الوطن” المعروض ضمن مهرجان الأفلام الوثائقية بالعيون، (حول تحريف شخصية تاريخية من رموز قبائل الصحراء المغربية)، تسبب في إعفاء مدير المركز السينمائي المغربي بالنيابة، خالد السعيدي من مهامه.

فيما قالت مصادر مسؤولة من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، إن الحديث عن إعفاء المدير بالنيابة الحالي للمركز السينمائي، عار من الصحة، مضيفة أنه سيجري فتح الترشيح لمنصب المدير خلال الساعات القليلة المقبلة وأن هذا الإجراء طبيعي، ويخضع للمساطر المعمول بها، خصوصا أن منصب المدير بقي شاغرا لمدة سنتين. والحديث عن الإعفاء بسبب فيلم “زوايا الصحراء زوايا الوطن” ربط لا يستقيم.

للإشارة فإن الفيلم الوثائقي “زوايا الصحراء، زوايا الوطن” والذي أحدث أزمة في الساعات الأخيرة، استفاد من الدعم العمومي، سنة 2019، وتم عرض نسخته النهائية، في شتنبر 2021، على لجنة الدعم المستقلة، التي تضم من بين أعضائها ممثلا للثقافة الصحراوية الحسانية، والتي وافقت على مضمونه دون أن تثير أي ملاحظة بشأن الوقائع التاريخية الواردة به.

وكان المركز السينمائي المغربي، قد أصدر اليوم الإثنين بيانا قال فيه، إن الفيلم الوثائقي (زوايا الصحراء، زوايا الوطن) الذي تم عرضه بمهرجان الفيلم الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني، تجاوز مجال الإبداع “إلى جهل تامّ ومدان لشخصية تاريخية وازنة بالأقاليم الجنوبية”، في إشارة منه إلى الشيخ “سيدي أحمد الركيبي”.

واعتبر المركز ما حدث، في فيلم (زوايا الصحراء، زوايا الوطن)،  “تجاوز غير مسموح به في مجال الصناعة السينمائية، لاسيّما وأن الأصل في الأعمال الوثائقية هو سرد الحقائق الموثقة، وليس التخييل المباح بالأعمال السينمائية الأخرى، والالتزام بالحقائق التاريخية، كما هي واردة بالوثائق الثابتة”.

كما أعلن المركز السينمائي المغربي عن “شجبه الواضح ورفضه القاطع واستنكاره العلني لهذا العمل، بالخصوص، وأيّ عمل لا يحترم الثوابت والوقائع التاريخية اللازمة في الأعمال الوثائقية، مهما كانت التبريرات المقدمة من طرف صناعه”، مُضيفاً أنه ارتأى كذلك، عدم تنظيم حفل توزيع الجوائز، بعد اختتام فعاليات الدورة السادسة من مهرجان الفيلم الوثائقي، حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني، كاملة، والاكتفاء بالإعلان عن نتائج مداولات لجنة التحكيم، في وقت لاحق.

وخلص بلاغ المركز إلى أنه، وانطلاقا من هذا الوضع، يتّضح أن منظومة الدعم العمومي للشريط الوثائقي، حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني، التي أحدثت، سنة 2015، لم تعد تستجب للأهداف المتوخاة منها؛ وبالتالي، سينكب المركز السينمائي المغربي، في أقرب الآجال، على إعداد تصور شامل لإصلاح هذا الصنف من الدعم وآليات وضوابط اشتغال لجنة الدعم، وكذا التظاهرات المخصصة لعرض الإنتاجات المنبثقة عنه، بما فيها مهرجان الفيلم الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني، الذي يتم خلاله عرض كل الأعمال التي استفادت من الدعم العمومي، قبل سنة أو سنتين من انعقاده.

وكان من المقرر أن يمتد المهرجان السينمائي من الـ19 إلى 25 من دجنبر الجاري بقصر المؤتمرات و بدار الثقافة “أم السعد”، غير أن الفيلم لمخرجته مجيدة بنكيران، أثار موجة غضب بالأقاليم الجنوبية للمملكة، حيث حرف التاريخ ومس بالنسب الشريف لقبيلة عريقة بالصحراء، وهو الأمر الذي دفع بالجهات المسؤولة بالعيون إلى إلغاء فعاليات المهرجان المذكور.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version