طنجة أنتر:
يبدو أن الحكمة المغربية القائلة “ما قدو فيل زادوه فيلة” تنطبق تماما على رشيد ريان، المدير الإقليمي للتعليم والرياضة بطنجة، الذي لم يكن يعرف ما يفعله بقطاع التعليم، فزادوه قطاع الرياضة، فتحول المشهد إلى حكمة مغربية أخرى تقول “الحريرة عانقت اللبن ومشاو يقطعو الواد”.. والنتيجة معروفة.
رشيد ريان، الذي يمكن اعتبار وجوده بطنجة خطأ جسيما ارتكبه شخص أو جهة ما، أمسك بقطاع الرياضة بالمدينة وضربه بالحائط، وصارت الرياضة تعاني من غياب رياضي مزمن، بشكل يشبه تماما الغيابات المزمنة للمدرسين في مدارس طنجة في عهده.
وكمثال بسيط على الواقع الرياضي المؤلم، فإن الموسم الرياضي للفئات الصغرى لكرة السلة، الذي كان يفترض أن يبدأ في أكتوبر 2022، لا يزال حتى الآن يراوح مكانه، ولا يزال مئات اللاعبين الصغار في هذه الرياضة لا يجدون ملاعب يتدربون فيها قبيل انطلاق البطولة الخاصة بهم، بينما رشيد ريان يمارس هوايته المفضلة في إطلاق التصريحات وإجراء الحوارات الصحفية، وكأنه حقق المعجزات.
المئات من الرياضيين الصغار في رياضة كرة السلة ينتظرون منذ أشهر تحقيق الوعود الكاذبة لرشيد ريان، وصار من المستحيل أن يجدوا قاعة مخصصة للتداريب، بينما البطولة على وشك الانطلاق، وهي حالة غير مسبوقة في طنجة، حيث أن المدينة التي توصف بقاطرة الاقتصاد المغربي لا يجد رياضيوها أمكنة للتداريب، بل إن فريق المدينة الأول لكرة السلة يتدرب في ظروف مزرية ولساعة ونصف فقط!
وليست هذه النقطة الوحيدة في الإنجازات الخارقة لريان، فقد تحولت القاعات الرياضية إلى مزابل حقيقية، حيث أنه لأول مرة يمكن لفرق المدينة في رياضات كرة السلة واليد والطائرة، أن يلعبوا في قاعات بروائح كريهة وملأى بالغبار والحشرات الحية والنافقة.
المتابعون للواقع الرياضي الحالي بطنجة لا يكتفون بالتأسف على هذا الوضع الكارثي، بل يتساءلون كيف يمكن منح قطاع الرياضة لمسؤول لم يقدم أصلا أية إضافة لقطاع التعليم، حيث أن مدارس طنجة تعاني من الاكتظاظ والغياب القياسي والغرق في موسم الأمطار واستفحال التحرش وانتشار المخدرات وأشياء كثيرة أخرى، ناهيك عما يعرفه التعليم الخصوصي من تغول لا يستطيع معه ريان سوى لعب دور القنصل الشرفي لهذا القطاع.. وهذا موضوع آخر.
وفي انتظار إسناد المسؤوليات لمن يستحقونها فعلا، فإن رياضيي طنجة يأملون أن تتحرك السلطات والجهات المعنية بسرعة لفك هذا الاحتباس الرياضي الذي تسبب فيه المدير الإقليمي للتعليم والرياضة، لأن بقاء الحال على ما هو عليه سيدفع بالرياضة بهذه المدينة، وخصوصا كرة السلة، إلى قعر الجب.