طنجة أنتر – س. اعديل:
حتى الآن فإن فريق اتحاد طنجة لكرة القدم يملك كل الحظوظ للبقاء في القسم الأول، فلا تزال هناك 15 مباراة كفيلة بأن تقلب كل الحسابات، لكن السؤال العويص هو هل الاتحاد هو ذلك الفريق الذي يمكنه أن يقلب الحسابات..؟!
الجواب واضح وصعب في الوقت نفسه، فقد أكد اللاعبون أنهم لا يستطيعون قلب سلحفاة على ظهرها، فبالأحرى قلب حسابات البطولة، لكن الانتدابات التي قام بها الفريق مؤخرا قد تمنحه بعض الأمل.. وهو أمر يشبه الإبقاء على شمعة مشتعلة في وسط عاصفة.
لقد ضيع اتحاد طنجة في الشطر الأول من البطولة مباريات على قدر حد كبير من السهولة، وهو مطالب اليوم بالفوز في مباريات أغلبها صعب جدا، كما أن الوضعية النفسية للاعبين أكثر هشاشة، وهي الوضعية التي وصفها المدرب هلال الطير بأنها “غربة نفسية”.. وهذا قد يكون أفضل ما يقوم به الطير.. أي أن يقدم وصفا واقعيا ثم يرحل بعد أن ينزل الفريق إلى القسم الثاني..!
أما الانتدابات التي قام بها الفريق فهي تشبه الإتيان بجنود مجربين في حرب خاسرة ومشرفة على نهايتها، والمشكلة أنهم كلهم لاعبون على حافة الاعتزال، إن لم يكونوا قد اعتزلوا واقعيا، وما يمكن أن يقدموه لاتحاد طنجة لا يتجاوز بعض الدعم النفسي والمعنوي للاعبين غرباء في كل المباريات.
وسط كل هذا يوجد الرئيس الجديد للفريق، محمد الشرقاوي، الذي يبدو أنه رضخ لأوامر جاءته من فوق لقيادة الفريق نحو قدره، ومن الأكيد أن الرئيس يضرب اليوم الأخماس في الأسداس ويتساءل كيف يمكن إنقاذ فريق يشبه جثة.. بل كيف له أن ينقذ نفسه من هذه الورطة؟!
وفوق كل هذه المعطيات يوجد جمهور كبير من أحسن وأجود الجماهير في المغرب.. بل وفي كل مكان، جمهور أثبت دوما أنه اللاعب الرئيسي في كل المباريات، جمهور يعطي ولا يأخذ، يضحي ولا يطلب المقابل.
هذا الجمهور قد يجد نفسه، بعد أسابيع قليلة يطلق الأمل بصفة نهائية ويقبل بقدره في أن يتابع فريقه الموسم المقبل يلعب في القسم الثاني في ملعب يسع 70 ألف متفرج.. إنها المهانة!
هل انتهى كل شيء..؟ ربما.. غير أن الأمل آخر ما ينتهي.. لكن لم ينته مبدأ المحاسبة.. فليس الشرقاوي من أغرق الفريق.. وليس أحكان من دفعه إلى الهاوية.. بل يجب البحث عن المسؤولين الحقيقيين عن الإغراق.. إنهم معروفون للجميع بأسمائهم وصفاتهم.. وهؤلاء من يجب محاسبتهم..!