طنجة أنتر:
لم تكن المديرية الإقليمية للتعليم بطنجة في حاجة إلى إضافة قطاع الرياضة إليها، لأن التعليم لوحده يغرق في مستنقع آسن، وعندما انضاف قطاع الرياضة إلى مهام المديرية صار الوضع كارثيا بكل ما في الكلمة من معنى.
اليوم، في عهد المدير الإقليمي رشيد ريان، صار قطاع التعليم أكثر مأساوية مما سبق، أما قطاع الرياضة فإن المدير الإقليمي نفسه لا يصدق أنه مسؤول عن هذا القطاع الهام، والدليل على ذلك ليس الوضع الكارثي للرياضة فقط، بل إن ريان لم يكن له أي دور على الإطلاق في الإعداد أو الإشراف على الموندياليتو، بل إنه غاب بالمرة عن الحضور للملعب، وهذه ليست نكتة، بل حقيقة مرة للأسف.
ومن بين مهازل دمج قطاعي التعليم والرياضة تحت جناح المدير الإقليمي ريان هو أن لا شيء صار يتحرك، فقطاع التعليم يعاني من تسيب غير مسبوق في مجال غياب المعلمين والأساتذة، بينما يتصرف ريان كطفل في الحضانة أمام النقابات التعليمية المستأسدة، بالإضافة إلى معاناة غير مسبوقة للتلاميذ في مجالات أخرى كثيرة، من بينها افتقار أغلب المؤسسات التعليمية للتجهيزات الرياضية البسيطة، مثل الكرات أو غيرها.
إن مديرا إقليميا للتعليم والرياضة لا يستطيع حتى توفير كرات للمؤسسات التعليمية يستحق، بالفعل، دخول كتاب “غينيس”، ليس للأرقام القياسية، بل للأعاحيب السريالية.
ولا يكتفي المدير الإقليمي بذبح قطاعي التعليم والرياضة في طنجة، بل إنه مصر على نحر قطاعات رياضية مهمة، مثل كرة السلة، التي صار المئات من ممارسيها في المدينة، من مختلف الفئات العمرية، محرومين من التداريب بفعل إغلاق القاعات الرياضية في وجوههم، ويزداد الوضع سوءا حينما يجد فريق اتحاد طنجة لكرة السلة، الفريق الأول في المدينة، محروما من ممارسة تداريبه بفعل قرارات غير مفهومة من المدير الإقليمي.
وكان مكتب اتحاد طنجة لكرة السلة قد تقدم في شهر غشت من سنة 2022 للمدير الإقليمي المكلف بقطاع الرياضة بطنجة بطلب استغلال القاعة المغطاة الزياتن، حيث جدول الحصص المخصص للفريق إلى جانب باقي الفرق الأخرى، وبقي الطلب في دولاب ريان بدون رد، وفي النهاية وجد الفريق الأول للمدينة يستجدي ساعات التداريب، وهو الفريق المدجج بالألقاب، إلى درجة أن الفريق النسوي لاتحاد طنجة وجد نفسه محروما من التداريب.
ويبدو أن المدير الإقليمي للتعليم والرياضة “كبر عليه الشغل” وهو الذي كان بإمكانه أن يستمتع ب”تاموديريت” في قرية صغيرة وليس في مدينة من حجم طنجة، التي صارت في حاجة إلى مسؤولين أكفاء وحازمين، وليس إلى مسؤولين يلعبون في الوقت الضائع.