خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، عندما صوبت القوى الكبرى عيونها نحو طنجة، فإن أول ما فكرت فيه هو فتح بعثات دبلوماسية في المدينة، وبعدها جاءت أشياء كثيرة، وكلها صبت في اتجاه واحد، وهو تثبيت أقدام الدول العظمى في مدينة كان ملوك وأمراء ومسؤولو أوروبا يصفونها “بالجوهرة التي لا تقدر بثمن”.
الإيطاليون فعلوا ما فعله غيرهم وبنوا مستشفى تابعا لهم، وهو يجاور مقر القنصلية الإيطالية، وبذلك ساروا على نفس النهج الأوروبي خلال وجودهم في طنجة، وهو بناء قنصلية ومدارس وبعثات ثقافية ومستشفيات وكنائس.
حظيت إيطاليا أيضا باحتكار قصر السلطان عبد الحفيظ، والذي لا زال يحمل اسمه إلى اليوم، لكنه لا يزال إلى اليوم أيضا في ملكية الدولة الإيطالية، وهذا من حسن حظ المدينة، لأنه لو كان باسم الدولة المغربية لتحول من زمان إلى عمارة مشوهة.
اليوم، لا وجود لإيطاليا في طنجة، والقنصلية رحلت للدار البيضاء، وجزء من مقر دار إيطاليا صار مطعما فاخرا وحميميا، والمركز الثقافي رحل بدوره، وكنيستهم مغلقة، لكن أجمل شيء هي أن القنصلية وملحقاتها لا تزال على حالها ولم يمسسها وحوش العقار.
لا توجد تعليقات
كم تمن الولادة