طنجة أنتر – أ. اعديل:
تحولت صرامة الباشا حورية بطنجة، المعروفة وطنيا باسم القايدة حورية، إلى مجرد وهم بعد تسريب شريط صوتي لها وهي تشتكي إلى الله وإلى المواطنين من كثرة البناء العشوائي في منطقة نفوذها الترابي بالدائرة الثانية “المرس” بطنجة.
القايدة حورية، التي تمت ترقيتها إلى باشا بعد نقلها إلى طنجة قبل بضعة أشهر، تحدثت في شريط مسموع مطول مع مواطن كان يشتكي لها من قايد وأعوان سلطة بالمنطقة يفترض أنهم يشجعون البناء العشوائي بشكل فاضح، غير أن الباشا، وعوض أن تتخذ الإجراءات اللازمة ضد المتورطين المفترضين، فإنها حولت الموضوع إلى مجلس عزاء، واشتكت على المواطن أكثر مما اشتكى عليها.
وفي التسجيل، الذي يتوفر موقع “طنجة أنتر” على نسخة منه، سمعت الباشا وهي تطلب من المواطنين تقديم شكاية إلى والي طنجة محمد مهيدية، وبالخصوص ضد قايد وأحد المقدمين، وهما معا متهمين من طرف السكان بتحويل المنطقة إلى حفلة علنية للبناء العشوائي أمام عيون وأذان السلطات بالمدينة.
والمثير أن حورية كانت تملي على المواطن المتضرر تفاصيل الشكاية التي سيبعثها إلى مهيدية، ويبدو أنها تعرف تفاصيل مفجعة عن فضائح البناء العشوائي في منطقتها، وتعرف أيضا أسماء المتورطين، غير أنها فضلت أن تبقى بعيدة عن الملف وتدفع بالمواطنين إلى تقديم شكايات إلى الوالي.
ووصفت الباشا حورية ما يجري في دائرتها بأنها ناطحات سحاب عشوائية تحجب الضوء والهواء عن المواطنين، متخوفة من أن تسقط يوما ما وتتسبب في كارثة حقيقية، مضيفة أن الشكاية إلى الوالي يجب أن تتضمن عددا من التفاصيل الخطيرة، من بينها عدم قدرة سيارات الإطفاء والإسعاف على دخول الأحياء العشوائية في حال اندلاع حريق أو وقوع كارثة، وهو ما سيحول المنطقة، وخصوصا الملحقة 21، إلى مقابر لسكانها.
المكالمة بين الباشا والمواطن التي كانت مطولة، تضمنت أيضا مشاعر جياشة للباشا حورية، التي تخلت فجأة عن دورها في تطبيق القانون بصرامة وتحولت إلى شاعرة تعبر عن ألمها مما تراه، وكأنها حورية البحر وليست الباشا حورية.
وقالت الباشا في التسجيل إنها لو أرادت الاغتناء لفعلت، لكنها تريد مساعدة المواطنين، لكن لا أحد يعرف طريقة مساعدتها للمواطنين إذا لم تتدخل بصرامة ضد المخالفين لقوانين التعمير في المنطقة التي تحكمها.
ومن بين أخطر ما جاء في التسجيل هو كلام حورية بأنها تعرف شخصيا موظفا في مقاطعتها اغتنى من وراء البناء العشوائي، ومدخوله يصل إلى 10 ملايين سنتيم يوميا، أي 300 مليون سنتيم كل شهر.
ويبدو أن وزارة الداخلية ستكون ملزمة بالتدخل بسرعة لجعل الباشا حورية تكشف تفاصيل وهوية هذا الموظف، خصوصا وأن التستر على اسمه يعاقب عليه القانون، لأنه مختلس مال عام ويعتبر مجرما في القانون المغربي.
ولم تكتف الباشا حورية بهذه المعلومات الخطيرة، بل اتهمت قايد الملحقة 24 بتهديد المواطنين بالسجن وسبق له الاعتداء على مواطنين آخرين بالضرب، وهو كلام على قدر كبير من الخطورة ويتطلب أيضا فتح تحقيق وتدخل الجمعيات الحقوقية.
ويبدو أن هذا التسجيل الصوتي لن يمر مرور الكرام، بحيث صارت سلطات طنجة ووزارة الداخلية ملزمة بالتحرك، وبكل الصرامة اللازمة، من أجل استيضاح فحوى هذا الكلام، وأيضا إنزال العقاب الشديد بالمسؤولين الفاسدين في المنطقة، والذين يتصرفون وكأن طنجة غنيمة حرب لا أثر فيها للقانون.
يذكر أن الباشا حورية حاصلة على دكتوراه في العلوم السياسية، وبزغ نجمها إبان الإغلاق المتعلق بفيروس كورونا، وعرفت بصرامتها تجاه من يخرقون قوانين الحجر الصحي، واشتهرت بعبارتها الشهيرة ” العالم كيموت وانت كتكركر..!