طنجة أنتر:

في جانب اليسار من الصورة عمود إنارة أنيق دائرته الضوئية تشمل طريق الجميع دون تمييز او استثناء، والقائمون بالأشغال ثبتوه في العشب خارج الرصيف لإفساح المجال للراجلين للاستفادة من كل المساحات الممكنة.

ومن الواضح أن العمود الكهربائي صمم تبعا للمعايير التقنية المتبعة في مجاله، فانطلاقًا من قاعدته المتصلة بالأرض ظل مستقيما حتى ما فوق المترين، ليبدأ بعدها بالانحناء والتقوس التدريجي من أجل إضفاء مزيد من الجمالية على شكله الخارجي وحتى لا تضيع الاضاءة في محيط العمود و توجه للمكان المراد إضاءته.

أما الصورة على اليمين فهي لعمود إنارة من جماعة القصر الصغير وقد مد رجله إلى الأمام وقوس ظهره الى الخلف كمارد معدني يعترض طريق الراجلين والمارة بمختلف فئاتهم وأعمارهم.

هذا النموذج ظهر في منطقة القصر الصغير منذ سنوات، وتم اعتماده مجددًا في إعادة الهيكلة المتعثرة لجماعة قصر المجاز وفي في إعادة هيكلة توأمها جماعة القصر الصغير، ومن الوهلة الأولى يظهر أن تصميم الأعمدة لا يناسب الأرصفة الصغيرة للمنطقة.

الذي صمم وأشرف على زرع هذه الأعمدة في هذه المنطقة لم يدرس واحدا من المبادئ الأساسية لعلم الهندسة والديكور، وهو تصميم المساحات والفراغات وتخطيطها وتطويع جميع الموجودات لخدمة الانسان وراحته، وليس العكس كما يحدث في هذه الجماعة، بحيث يتربع العمود وسط ما تبقى من الرصيف بينما يجد المواطن نفسه أمام خيارين أحلاهما مر ، إما أن ينزل الى وسط طريق السيارات أو يتدحرج نحو الخنادق!

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version