طنجة أنتر:
حذر مسؤولون ومؤسسات حكومية بالمغرب من مخاطر “نزيف الأطباء”، وقال وزير التعليم العالي والبحث العلمي، عبد اللطيف الميراوي، إن “نصف عدد الأطباء الذين يتخرجون سنويا، البالغ 1400 طبيب يهاجر إلى أوروبا”، مما يفرض “تحديات كبرى” على منظومة الصحة بالمغرب.
بدوره، كشف تقرير للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، صدر السنة الماضية، “النقص الكبير” على مستوى الأطقم الصحية، كاشفا حاجة المغرب إلى 32 ألف طبيب إضافي، إلى جانب أكثر من 65 ألف مهني صحي، في مجالات التمريض والرعاية الطبية.
وإضافة إلى الهجرة نحو الخارج، أوضحت الدراسة أن ما وصفته بـ”النزوح الداخلي” يمثل ظاهرة خطيرة تهدد جودة خدمات الرعاية الطبية في القطاع العام، مشيرة إلى أن نسب كبيرة من الأطباء المقيمين والمتخصصين يرفضون العمل في المستشفيات العامة.
ويقول الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية بالمغرب، إن هجرة الكفاءات الطبية، يمثل “مشكلة مقلقة” للقطاع الصحي بالمغرب، ودول أخرى، مشيرا إلى أنه لا يمكن لأي منظومة صحية النجاح في ظل ضعف مواردها البشرية.
ويضيف رئيس النقابة الوطنية للطب العام، أن مشكلة الهجرة ستتفاقم أكثر خلال السنوات المقبلة، مع تزايد الطلب على الأطباء من الدول الغربية الكبرى، التي “تستنفذ” كفاءات دول الجنوب، مذكرا بأرقام دراسة حديثة، توضح أن 70 بالمئة من طلاب السنة الأخيرة بكليات الطب بالمغرب، أبدوا رغبتهم في الهجرة.
ويوضح المتحدث ذاته أن العجز الحاصل سيؤثر على البرامج الصحية التي أطلقتها الرباط، التي تعول على القطاع في مشروعات تعميم التغطية الاجتماعية وتوسيع وصول المغاربة إلى الخدمات الصحية بحلول عام 2025.
في هذا الجانب يبرز حمضي، أن مشروعات التغطية الصحية الشاملة وتعميم التأمين الإجباري على المرض سترفع من أعداد الأشخاص الراغبين في الاستفادة من الخدمات الصحية المختلفة، مما سيفرض بالمقابل “تحديات جديدة في ظل النقص المشار إليه”.
وفي مواجهة هذه المشكلات تعمل الحكومة، على تحفيز الأطباء للبقاء، من خلال إقرار زيادات في الأجور، كما تناقش استقطاب الأطباء الأجانب لمزاولة المهنة، وزيادة أعداد خريجي كليات الطب إلى الضعف.
في هذا الجانب، يدعو حمضي إلى ضرورة الإسراع في اعتماد واقتراح حلول وقوانين لمواجهة العجز الحاصل وتفادي تفاقمه خلال السنوات الأخيرة، مشيرا إلى حتمية التفكير أيضا في التوصل إلى تفاهمات مع الدول الأوروبية لتعويض الأطباء والممرضين الذين تستقطبهم من خلال دعم التكوين في المجال الطبي داخل هذه بلدان جنوب المتوسط.