طنجة أنتر:
فتحت البحرية الفرنسية تحقيقاً في مزاعم حول مشاركة جنود خارج الخدمة من مشاة البحرية في قمع المظاهرات التي خرجت بعد حادث مقتل الفتى نائل، في مدينة لوريان الغربية، التي تضم قاعدة عسكرية كبيرة، وفق ما أفادت به وزارة الدفاع الفرنسية، أمس الأربعاء.
وكانت صحيفة Le Telegramme المحلية قد نشرت صوراً لأفراد ملثمين من “مجموعات مناهضي الشغب” كما تسمى، وهم يقومون بصد مرتكبي أعمال الشغب وضربهم في المدينة، ليل الجمعة 30 يونيو الماضي، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
كما صرح شاب يبلغ 25 عاماً لصحيفة Ouest-France أنه عضو في القوات المسلحة، وتدخل لدعم الشرطة مع حوالي 30 من زملائه حتى “لا يتركوا البلد يحترق”، فيما أفادت وزارة الدفاع في فرنسا في بيان لوكالة الأنباء الفرنسية أن وحدة “فورفوسكو” البحرية المتمركزة في لوريان “فتحت تحقيقاً بدأ يأخذ مجراه. وحتى معرفة النتائج لن يكون هناك تعليق آخر”.
كما قال فابريس لوهير، رئيس بلدية لوريان، للوكالة الفرنسية، إنه لم يتمكن من الحصول على معلومات مؤكدة حول ما حدث، لكنه قال إنه “رأى أشخاصاً ملثمين، اعتقدنا أنهم من مثيري الشغب”. وأضاف: “المهم بالنسبة لي هو ما تقوله فورفوسكو”، مشيراً إلى قلقه بشأن تأثير الحادث على سمعة مدينته.
بينما ألقت السلطات الفرنسية القبض على أكثر من 3500 شخص خلال الأسبوع الماضي، في أسوأ أعمال شغب تشهدها مدن فرنسا منذ عام 2005. واندلعت شرارة الاضطرابات بعد قتل شرطي شاباً فرنسياً من أصل جزائري خلال عملية تدقيق مروري.
امتدت الاضطرابات من المناطق الفقيرة في باريس إلى عشرات المناطق الأخرى، حيث كانت أعداد مجموعات المشاغبين تطغى أحياناً على أفراد الشرطة. وأدى الحادث وأعمال الشغب إلى إطلاق نقاش حاد حول دور العنصرية والهجرة والفقر في تقويض النظام العام.
فيما قال ستيفان كالينبيرغر، المدعي العام في لوريان، إنه لم يطلق أي تحقيق في غياب شكاوى قانونية أو أي “عنصر ملموس أو موضوعي”، وألقت الشرطة القبض على أربعة أشخاص في لوريان ليل الجمعة. كما نقلت Le Telegramme نهاية الأسبوع عن ضابط شرطة لم تذكر اسمه قوله إن الضباط سمحوا في البداية لمجموعات “مناهضي الشغب” بالتدخل “لأن ذلك كان يساعدنا”، قبل أن يدركوا “أنهم كانوا يقومون بذلك بقوة قليلاً”. وأضافت الصحيفة أن شاهد عيان ذكر أن الرجال وصفوا أنفسهم بأنهم “وطنيون”.