طنجة أنتر:

خميس أنجرة واحدة من أفقر الجماعات القروية في عمالة فحص أنجرة، وربما في كل المغرب، لكن هذا لا يمنع من أن يحصل مدير المصالح على راتب خيالي، لا يناسب أبدا عمله ولا كفاءته.

مدير المصالح في هذه الجماعة أصبح لهذا السبب واحدا من أشهر مدراء المصالح في البلاد، ليس فقط بسبب راتبه الضخم في جماعة معوزة، بل لأن الرجل لا يكاد يقوم بأي شيء، ومن أراد التأكد من ذلك فليعد إلى أرشيف الجماعة ليتأكد من ذلك!

ويتداول سكان هذه الجماعة القروية، حكايات مثيرة عن طريقة تعيين مدير المصالح في جماعتهم، وكيف كان ذلك مجرد تبادل للمصالح بين رهط من المسؤولين، بينما المواطن المغلوب على أمره في المنطقة يقاتل من أجل كسب لقمة عيش شريفة.

ويتحدث السكان عن مسؤول سلطوي سابق في جماعة قصر المجاز، القريبة جدا من الميناء المتوسطي وثروته، والذي أصبح حاليا مسؤولا في طنجة، والذي يعود له الفضل في تعيين صديقه مديرا للمصالح في جماعة خميس أنجرة، وكأنه ورثها عن جده.

ويبقى من باب ذكر الشيء هو أن مدير المصالح لا يقيم في خميس أنجرة، بل في مدينة مرتيل الشاطئية، التي تمتلئ كل صيف بالمصطافات والمصطافين، بينما كان يفترض أن يسكن “السيد المدير” في الجماعة التي يقبض منها 2 مليون شهريا، على الأقل حتى يؤهل نفسه.

ويوجه السكان أسئلة حارقة للجهات التي يعنيها الأمر، لكي تشرح لهم كيف يمكن لمسؤولين أصدقاء أن يعينوا بعضهم البعض في مناصب يسيل لها اللعاب، بينما هم جميعا يتلقون رواتب من جيوب المواطنين القرويين البسطاء الذين يمضون الليل والنهار يصنعون الجبن والزبدة واللبن لكي يوفروا لهم ولأبنائهم لقمة عيشهم.

سكان خميس أنجرة يريدون أيضا من عمالة إقليم فحص أنجرة فتح تحقيق في طريقة تعيين مدير المصالح وإجراء خبرة على كفاءته ومردوديته، لأن استمرار الحال على ما هو عليه سيجعل من هذه الجماعة العريقة والفقيرة نموذجا سيئا جيدا في مجال الحكامة، ليس في طنجة فقط، بل في المغرب كله.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version