طنجة أنتر:
اتهمت مصادر جزائرية الإمارات بممارسة ما أسمته “أعمالاً عدائية” ضد الجزائر، “أبرزها حسب زعمها، “تزويد المغرب ببرنامج تجسس على الجزائر، وقيامها بمحاولات لجرّ دول المنطقة المغاربية نحو التطبيع من أجل إضعاف الجزائر”.
صحيفة “الخبر” المحسوبة على قصر المرادية، والتي نقلت هذه المزاعم عمن وصفتها بـ”مصادر موثوقة”، قالت في مقال تصدر صفحتها الأولى بعنوان “أبو ظبي.. عاصمة التخلاط“، إن “حملات الكراهية التي أخذت طابعا رسميا من نظام دولة الإمارات، تجاوزت حدود العقل والمنطق، وقد تضرب عرض الحائط بمستوى العلاقات الرسمية بين البلدين، من شدة وهول الأعمال العدائية الممارسة ضد الجزائر، والتي يقودها مسؤولون إماراتيون زوّدوا المغرب بنظام متطور آخر معد للتجسس على الجزائر”.
ولم تقف الاتهامات الجزائرية للإمارات عند هذا الحد، حيث ذهبت الخبر إلى حد وصف ما تقوم به الإمارات ضد الجزائر بـ”الأعمال العدائية والممارسات الشيطانية، تدفع الجميع إلى التساؤل عما يحدث لدى ورثة الشيخ زايد الذين حوّلوا بلادهم إلى وسيط لدى الكيان الصهيوني، وسخّروا إمكانات مالية ومادية ضخمة من أجل محاولة زعزعة أمن واستقرار المنطقة خاصة الجزائر”، التي حسب تعبير الخبر، “باتت بمواقفها المشرفة تجاه القضايا العادلة لا سيما القضية الفلسطينية، تزعج دوائر الشر في العالم”.
ويشوب منذ فترة، توتر مكتوم يتصاعد بشكل مُتسارع بين الجزائر والإمارات، حيث سبق لصحيفة النهار، واسعة الانتشار والناطقة بلسان الحكام العسكريين في الجزائر، أن نشرت خبراً عن طلب الجزائر من السفير الإماراتي مغادرة البلاد بعد القبض على أربعة جواسيس إماراتيين يعملون لصالح الموساد، قبل أن يسارع “قصر المرادية” إلى النفي، والتأكيد على متانة العلاقات الجزائرية الإماراتية.
وتزامن النفي الجزائري مع إقالة وزير الاتصال الجزائري محمد بوسليماني، رغم ربط تسريب خبر طرد السفير الإماراتي بإقالة الوزير، وتُلقي العلاقات المُميزة بين الرباط وأبوظبي بظلالها على الجزائر، حيث لم يستسيغ قصر المرادية مبادرة الإمارات فتح قنصلية هي الأولى لدولة عربية في مدينة العيون سنة 2020.
صحيفة الخبر، قالت إن مختبر Citizen Lab التابع لجامعة تورنتو الكندية، والمختص في الأمن الإلكتروني، قد كشف في شهر أبريل الماضي، عن برنامج تجسس إسرائيلي جديد طورته الإمارات فوق أراضيها، موجّه لاختراق هواتف المسؤولين والصحافيين في 10 دول.
ووفق “المصادر الموثوقة” للصحيفة الجزائرية فإن “ممارسات العداء والكراهية التي يشنها مسؤولون إماراتيون ضد الجزائر، تأتي في نفس التوقيت الذي تمارس فيه أبو ظبي ضغطا رهيبا على موريتانيا لأجل الالتحاق بقافلة المطبعين والاعتراف بـ”إسرائيل”، حيث إن وزير الدفاع الموريتاني زار مؤخرا إسرائيل، مرورا بإمارة دبي، وأقام فيها لبعض الوقت، في إطار رحلة أشرف على تنظيمها مسؤولون إماراتيون”.
وقالت المصادر إن الإماراتيين يسعون وبـ”أي ثمن” لفرض تواجدهم في منطقة الساحل، متهمة أبو ظبي باستخدام الأموال والمخدرات من أجل ذلك، مشيرة إلى أن “ليبيا لم تسلم هي الأخرى من (التخلاط) الإماراتي، سواء بالأموال الكبيرة أو عن طريق إغراق هذا البلد بما يزيد عن مليونين و450 ألف قرص مهلوس، والتي يسيّرها نجل اللواء خليفة حفتر، ومحاولته الأخيرة، التي باءت بالفشل على أيدي الجيش الجزائري على شريط حدودنا، إدخال مليون و700 ألف قرص مهلوس إلى الجزائ
وبحسب الصحيفة، فإن الجارة الشرقية للجزائر، تونس، هي الأخرى أدخلها المسؤولون الإماراتيون في دائرة “التخلاط” والابتزاز، من خلال استغلال وضعها الاقتصادي الصعب، حيث “اقترح نظام دولة الإمارات على تونس مساعدات مالية شريطة التطبيع مع إسرائيل، وقطع علاقتها مع الجزائر”.