كشفت صحيفة إلموندو الإسبانية عن واقع صادم داخل كلية الطب بالعاصمة مدريد، وبالتحديد في قسم التشريح البشري، حيث تتكدس عشرات الجثث والهياكل العظمية، في وضعية عشوائية، تهدد صحة العاملين في المنطقة.

وأورد تحقيق الصحيفة الإسبانية، من داخل قسم التشريح البشري بجامعة “كومبلوتنسي”، حقائق مهولة وصورا مفزعة، تبين تناثر حوالي 250 جثة وهيكل عظمي، يعود تاريخ وفاتها إلى أكثر من 5 سنوات، في أرجاء المكان، بشكل يعيد إلى الأذهان مشهد المقابر الجماعية التي تم الكشف عنها في سربنيتشا بيوغوسلافيا في تسعينات القرن الماضي، أو الإبادة الجماعية التي حصلت في رواندا بين الهوتو والتوتسي.

وحسب إلموندو، فإن الرفاة المتواجدة بداخل الحرم الجامعي تعود إلى أشخاص تبرعوا بها خدمة للعلم، قبل أن ينتهي بها المطاف متناثرة ومنزوعة الأطراف والجماجم، منها ما هو معلق ومنها ماقد اختلط بعضه ببعض، وتفوح منها روائح كريهة، وبالطبع ضارة الصحة العامة، خاصة للعاملين والطلبة بالكلية.

وتثير وضعية قسم التشريح البشري بكلية الطب في مدريد تساؤلات خطيرة، حول تأثير تلك الجثث والهياكل العظيمة على صحة المواطنين والعاملين بالمكان، في غياب أي تنظيم فعلي وتدني إجراءات السلامة الصحية.

وعزا مدير قسم التشريح البشري بالجامعة الوضعية المأسوية التي تتواجد عليها تلك الرفاة إلى تقاعد المسؤول عن الفرن مع بداية السنة الحالية، مما جعل الجثث تتكدس دون إحراق ما تم الانتهاء منه.

ودقت نقابات قطاع الصحة بمدريد ناقوس الخطر الصحي المحدق بسكان المنطقة، في ظل الوضعية العشوائية التي يعيش عليها قسم التشريح البشري بجامعة “كوملوتنسي”، وتحولها إلى بيئة خصبة لتكاثر البكتريات والفايروسات، في ظل غياب بروتوكول قانوني ينظم العملية بعد تبرع أصحاب الرفاة بأجسادهم لصالح العلم.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version