في سنة 1987 صعد اتحاد طنجة لأول مرة إلى القسم الأول بعد تأسيسه سنة 1984 عقب التوقيف الذي تعرض له فريق نهضة طنجة، الذي كان يلقب بوحش القسم الوطني الثاني لعدة عقود.
نهاية الثمانينات من القرن الماضي كانت بالفعل الفترة الذهبية لفريق اتحاد طنجة. كان الفريق مثقلا بكثير من نجوم الكرة المغربية الذين كانوا يأتون من الرباط والدار البيضاء ومراكش وغيرها من المدن، وأيضا ومن أوروبا والبرازيل، لكي يجدوا في الفريق كل ما تشتهيه جيوبهم وحياتهم، المال والعمل القار والسكنى والسيارة والمكافآت.
كان اتحاد طنجة يتوفر على أزيد من أربعين لاعبا كلهم يعتبرون رئيسيين وجيدين. لكن نصفهم يلعبون والآخرون يجلسون في مقاعد الاحتياط والباقون يجلسون في المدرجات أو في غرف منازلهم أو في الفنادق التي ينزلون فيها. أما الجمهور فإنه يملأ الملعب منذ العاشرة صباحا ويؤدي ثمن التذكرة بحماس ويشجع إلى آخر رمق.
كان عبد السلام الأربعين وقتها هو الرئيس الذي يحظى بشعبية كبيرة في المدينة ويدفع المال بلا حساب. ليس ماله فقط، بل مال أشخاص آخرين.. ومال الضرائب أيضا، لكي يكون الفريق على أحسن ما يرام. يومها لم يكن الناس في طنجة يُلقون بالا لأهداف الأربعين الذي اتهم باتخاذ الفريق قنطرة للوصول إلى البرلمان ورئاسة الجماعات المحلية وترويج أعماله، فجمهور الاتحاد كان سيقبل بالشيطان نفسه لو كان سخيا مع الفريق.
في تلك السنوات كان عبد السلام الأربعين متهما بشراء المباريات والحكام من أجل اتحاد طنجة لو اقتضى الأمر. ويردد السكان نكتة تقول إن اتحاد طنجة خسر مباراة سهلة فسأل الأربعين مدرب الفريق عن السبب، فأجابه المدرب أن الفريق المنافس اعتمد على “الأورجو” (حالة الشرود) لكي يربح. فأخرج الأربعين من جيبه شيكا وقلما وقال للمدرب “ومن يكون هذا الأورْجو حتى ينغص علينا عيشنا؟ سنشتريه حالا ليلعب معنا”.
لكن أيام المال والنكات ذهبت إلى غير رجعة. ولم يبق اليوم للكرة في طنجة غير البؤس والنكد.