الطنجاويون يرون اليوم حولهم الكثير من الوجوه التي تبدو لهم قوية ونافذة وعلى قدر كبير من الغنى والأبهة، لكنهم لا يدركون أن الكثير من لصوص طنجة تحولوا إلى أعيان في ظروف غامضة جدا، وكثيرون منهم سلكوا طرق السرقة المباشرة واحتراف كل أشكال الانحراف السلوكي والمالي حتى صاروا على ما هم عليه.
اليوم، يوجد في طنجة شخص معروف ويسكن في فيلا فارهة تشبه قصرا على أطراف المدينة، وهذا الشخص يعرفه جميع الطنجاويين، لكن قليلين جدا يعرفون أنه وصل إلى ما وصل إليه لأنه مافيوزي كبير.
مسيرة هذا اللص عامرة بأشكال لا تعد ولا تحصى من أشكال النصب والاحتيال، لكننا نقدم اليوم حكاية واحدة فقط، والتي جرت أطوارها قبل سنوات طويلة.. في انتظار باقي الحكايات.
هذا الشخص، الذي يعتبر اليوم وجها بارزا في طنجة ويرأس جمعية للبذخ والترفيه، كان على علاقة تجارية مع رجل أعمال هولندي، وفي أحد الأيام اتفق الطرفان على أن يرسل الهولندي باخرة مليئة بأطنان من الأثواب الفاخرة، من بينها كميات كبيرة من ثوب “الرّيضة”، إلى ميناء طنجة، لكي يتسلمها صاحبنا، ثم يرسل له المقابل المادي.
الهولندي “الكافر بالله” كان دقيقا في معاملته وأرسل الباخرة من ميناء أمستردام إلى ميناء طنجة وعلى متنه البضاعة المطلوبة. لكن ماذا حدث بعد ذلك؟ لقد حدث ما لا يخطر على بال. فقد قام صاحبنا “المافيوزي المؤمن” بأخذ كل الأثواب الموجودة في السفينة، بمساعدة شبكة كبيرة من معاونيه، ووضع مكانها أثوابا بالية بلا قيمة وأعاد السفينة إلى صاحبها الهولندي بدعوى أن الأثواب رديئة وغير صالحة للمتاجرة بها.
أصيب رجل الأعمال الهولندي بصدمة كبيرة، وأحس بأن نيته الحسنة لعبت ضده هذه المرة، فـ”كمّدها” وسكت، بينما جنى صاحبها أموالا طائلة من وراء عملية النصب تلك.
رجل الأعمال الهولندي لا يزال على قيد الحياة، وتحاول “طنجة أنتر” أن تأخذ منه تصريحا مصورا لكي يفضح اللص الشهر الذي “قولبه” في واحدة من أغرب وأشهر عمليات النصب في العالم.
اليوم، يتحرك صاحبنا اللص وكأن شيئا لم يكن. إنه “قْطاطْعي” حقيقي ويعتقد نفسه من الأعيان وكبار الشخصيات.. لكن يومه قريب لا محالة.
هذه واحدة من قصص لصوص طنجة.. والبقية تأتي.. بالأسماء والصور.
لا توجد تعليقات
hada maykon ghir bohriz
لماذا لفظ المؤمن كيف لمؤمن ان يفعل ذلك
يكفي ان تقول عربي او مغربي فصفات المئمن بعيدة كل البعد عن حديثكم كما ان الايمان لا يعلمه الا الله
ولا نطلقه صفته على من احبننا