ثارت ثائرة جيش الاحتلال الصهيوني قبيل بدء سريان التهدئة لـ 72 ساعة، برعاية الأمين العام للأمم المتحدة ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري، ونفذ مجزرة بمدينة رفح، جنوبي قطاع غزة المحاصر، استشهد على إثرها أكثر من 200 مدني، ولا تزال الطواقم الطبية والتقنية تحاول انتشال جثث أخرى.
وجاء هذا التصعيد الصهيوني الدموي ليعلن انهيار التهدئة قبل أن تبدأ، وبررت حكومة تل أبيب هذا التصعيد بفقدان أحد ضباطها في رفح قبيل ساعة من سريان التهدئة.
من جانبها، نفت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، أن يكون الجندي المفقود قد وقع أسيرا في يدها، مؤكدة أنها لا تعلم شيئا عن ظروف اختفائه.
نفي القسام أسر الجندي الصهوني فتح الباب على مصراعيه للمحللين والمراقبين، سواء العرب أو الصهاينة، لوضع سيناريوهات حول مصير الجندي الصهيوني، وما يترتب على كل احتمال لوحده.
وصبت معظم القراءات في خمس احتمالات لمصير الضابط المفقود، أحلى تلك الاحتمالات أمر من العلقم على الكيان الصهيوني ودوائر صناعة القرار في العالم.
أول سيناريو مطروح يتمثل في أن يكون فصيل آخر، غير كتائب القسام، هو من قام بأسر الجندي الصهيوني، الأمر الذي سيضع صناع القرار في تل أبيب في موقف صعب، حيث ستضطر إلى التفاوض مع جهتين، الأولى هي حركة حماس حول الهدنة والجندي الأسير الأول شاؤول أرون، والثانية هي الفصيل المفترض، مما يعني أن الثمن سيكون باهظا على الكيان الصهيوني.
ثاني تلك السيناريوهات، لا يقل قسوة على الكيان الصهيوني، حيث تكون كتائب القسام قد أسرت الضابط الصهيوني، وقررت الدخول في لعبة إعلامية وسياسية، ﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻪ ﻓﻲ ﺗﺴﻮﻳﺎﺕ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ لاحقة، يرتفع فيها ثمن المعلومة عن الضابط، فبالأحرى الضابط نفسه أو جثته.
السيناريو الآخر هو أن يكون الضابط المفقود قتل، إما على يد المقاومة أو في استهداف صهيوني له وللمجموعة الآسرة، ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﺟﻴﺶ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﻣﻦ ﺳﺤﺐ ﺟﺜﺘﻪ ﻛﻤﺎ ﻔﻌﻞ ﻣﻊ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺘﻠﻰ، وما يرحج هذه الفرضية هو كمية القنابل المهولة التي سقطت على المنطقة التي فقد فيها الضابط الصهيوني من طرف الطيران الحربي.
بينما يبقى السيناريو الأقل مرارة على الكيان الصهيوني في ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ متواريا عن الأنظار في منطقة الاشتباكات التي لا تزال جارية برفح، ﻭﻳﺘﺤﻴﻦ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻠﺘﺴﻠﻞ والعودة إﻟﻰ ﻭﺣﺪﺗﻪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ، وهو ما يضع جيش الاحتلال الصهيوني في سباق مع الزمن ومع فصائل المقاومة في من يصل إليه أولا.
السيناريو الأخير، وهو ما ترجحه فصائل المقاولة، يتمثل في ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ مجرد اختلاق صهيوني ﻟﺘﺒﺮير المجازر الوحشية التي ارتكبت في رفح، والتملص من التزامها بالتهدئة، والظهور بمظهر الضحية أمام الرأي العام العالمي.
واتهمت القسام جيش الاحتلال الصهيوني باختلاق حادثة فقدان أحد جنودها للتنصل من التهدئة، التي كانت ستتزامن مع عقد مفاوضات بالعاصمة المصرية القاهرة، لبحث الاتفاق على هدنة مستمرة في القطاع.
وأوضحت القسام أن إسرائيل سعت لخرق التهدئة قبل أن تبدأ، بعد توغل قواتها، قبيل ساعة من بدء سريان التهدئة، لمسافة 2.5 كيلومتر بمنطقة رفح، وذلك من أجل استثمار سيطرتها على المنطقة كورقة في المفاوضات التي كانت ستجري بالقاهرة، ووضع المقاومة أمام الأمر الواقع.