بعدما تألق وأبدع وأمتع في صفوف فريق اتحاد طنجة لكرة السلة، الفريق الذي كان خير ممثل للمدينة بفضل ألقابه التاريخية، قبل أن يصبح في عداد الفرق التي اغتالها التسيير الهاوي، لم يكن أحد يتوقع لابن مدينة طنجة، أحمد قجاج، أن يحرق المراحل بسرعة، ويصنف بعد سنين قلائل من اعتزاله أحد أفضل مدربي السلة الوطنية.

أحمد قجاج ابن مدينة طنجة التي قدر له أن يولد خارجها، فبحكم عمل والده كرجل أمن بمدينة القصر الكبير، ولد هناك قجاج سنة 1974، قبل أن يعود رفقة والده إلى مدينتهما الأصلية، حيث اعتاد أحمد على الحركية الدائمة بين أحيائها، وتدرج في مختلف المستويات التعليمية بمدارس طنجة، حيث صُقلت موهبته رفقة الفرق المدرسية.

كانت بدايات أحمد قجاج مع كرة القدم، حيث جاور فئة الفتيان بفريق اتحاد طنجة، وكان بارزا في مركزه كقلب هجوم يجيد الضربات الرأسية، غير أنه تخلى عن هذه الهواية بعدما اعتبر أن مجال التكوين في كرة القدم آنذاك كان يفتقر لعنصر الأخلاق. وأثناء دراسته بثانوية مولاي رشيد، اختير لاعبا بفريقها المدرسي، وتألق معه في الألعاب المدرسية المحلية، التي كانت آنذاك منبعا للمواهب، الشيء الذي أثار اهتمام أطر فريق اتحاد طنجة الحديث النشأة والطامح للتطور، فتم استقطابه لفئة الشبان بالفريق الأزرق / الأبيض.

تدرج قجاج بسرعة ضمن الفئات العمرية للفريق الطنجي، وانتقل من فئة الشبان إلى فريق الكبار الذي لعب له لأول مرة خلال موسم 1992 / 1993، وحاز معه على لقب البطولة الوطنية في نفس العام، الذي كان أكبر إنجاز لمدينة طنجة على الإطلاق، والأول في صنف الرياضات الجماعية.

واستمر قجاج مع ممثل مدينته إلى أن انتقل في موسم 1996 / 1997 إلى فريق عريق هو المغرب الفاسي، وتألق معه بقوة، محرزا ازدواجية الدوري والكأس. وبعد موسم واحد فقط، خطفه فريق العاصمة العريق الفتح الرباطي، ولعب له لـ 6 مواسم، انطلاقا من موسم 1997 / 1998، وأحرز معه لقبين للبطولة، و3 ألقاب لكأس العرش، باصما معه على فترة ذهبية.

في موسم 2003 / 2004، عاد قجاج إلى فريقه الأم اتحاد طنجة مثقلا بالتجارب والألقاب، ليساهم في التأسيس لفريق كان عميده، وصنع معه فترة ذهبية، بدأت موسم 2005 / 2006 بلقب كأس العرش الأول لمدينة طنجة، ونهائي البطولة التي خسرها بفارق نقطة وحيدة أمام الرجاء البيضاوي، وفي موسم 2007 / 2008، قرر قجاج أن يكون آخر موسم بالنسبة له بعد 15 سنة من الممارسة والتألق والألقاب، وكما بدأ قجاج مشواره بلقب البطولة الغالي، فقد أنهاه بلقب تاريخي مع الاتحاد المحلي الذي أحرز لقب بطولة المغرب.

أما مع المنتخب المغربي، فقد كان قجاج لاعبا أساسيا فيه، ومثله لأول مرة سنة 1996، واستمر به لـ10 سنوات، حيث اعتزل اللعب دوليا سنة 2006، وكان قبل ذلك عميدا للمنتخب المغربي لـ 5 سنوات، وشارك معه في عدة محافل أبرزها 4 مسابقات لبطولة إفريقيا.

وخلال مشواره الرياضي المليء بمحطات التألق، تلقى أحمد قجاج مجموعة من العروض الاحترافية أهمها من فريق الشارقة الإماراتي وفرق أخرى قطرية، ورغم أن أموال الخليج كانت تغري الكثيرين، وتمنى آخرون أن تأتيهم فرصة واحدة كهذه، إلا أن قجاج، المتفوق في دراسته والحائز على إجازة في الأدب الإسباني من جامعة عبد المالك السعدي بتطوان، اختار البقاء بوطنه بالنظر لالتزاماته الجامعية، ثم بسبب التزاماته الأسرية.

بعد اعتزاله اللعب بدأ قجاج مشوار تألق وتفوق آخر، هذه المرة في مجال التدريب، إذ عمل بفريقه الأول اتحاد طنجة مدربا مساعدا رفقة بلال الفايد، مباشرة بعد اعتزال اللعب، كما عمل مشرفا على مشروع التكوين بالنادي الطنجي، وذلك بتنسيق مع الجامعة الإسبانية للعبة.

وكانت الصفعة القاسية التي تلقاها ابن الاتحاد من يد ذوي القربى، عندما أعفي من مناصبه بالنادي الطنجي، مباشرة بعد استقالة رئيس الفريق حميد بليطو ورحيل المكتب المسير، وهو الأمر الذي أثار موجة من الانتقادات بطنجة.

بسرعة وجد قجاج بديلا مناسبا، عندما صار مدربا لفريق مغمور لكنه يطمح لصعود سلم المجد بسرعة، حيث عرض عليه صديقه، رئيس فريق مستقبل القصر الصغير عبد الواحد بولعيش، وهو أيضا من أبرز صناع مجد اتحاد طنجة، تدريب النادي المنتمي آنذاك للقسم الثالث، وذلك خلال موسم 2009 / 2010، واستطاع قجاج في موسم واحد أن يطير بالفريق صوب القسم الثاني، وهناك سيطفو على السطح مخطط إعادة فريق نهضة طنجة العريق الذي كان قد طواه النسيان، ليندمج المستقبل في النهضة ويصبح الإسم الجديد هو “نهضة طنجة لكرة السلة”، بقيادة المدرب قجاج، الذي سيدهش الجميع بعمل استحق التصفيق، وصعد بالنهضة إلى القسم الممتاز خلال الموسم الماضي (2010 / 2011)، ولا زال طموحه الكبير يراوده لتحقيق شيء قريب من المعجزة بالقسم الأول.

ولم يقف مشوار قجاج التدريبي عند هذا الحد، فقد عينته الجامعة المغربية مدربا لفئة الصغار بسبب حداثة سنة –يعد أصغر مدرب في البطولة المغربية- لكن إنجازاته جعلت مسؤولي الجامعة يفكرون في تكليفه بمهام الإشراف على منتخب الشبان.

ويتوفر أحمد قجاج على سجل تكوين احترافي في مجال التدريب، خاصة بإسبانيا، إذ يخضع باستمرار لدورات تكوينية، كونه عضوا في الجمعية الوطنية الإسبانية لمدربي كرة السلة، وكانت النقطة الأكثر تميزا في مشواره التكويني، حصوله على شهادة تمكنه من تدريب أي فريق محترف بإسبانيا، بعد حصوله على أحسن تنقيط خلال دورة تكوينية مع فريق غرناطة المزاول بالبطولة الاحترافية الإسبانية.

أحمد قجاج يهوى كرة القدم والسباحة، كما أنه شخص مثقف يهوى القراءة والكتابة، وكانت له تجارب إعلامية مع عدد من الصحف الجهوية بمدينة طنجة.

لكن الهواية الكبرى لأحمد قجاج هي.. النجاح.

شاركها.

لا توجد تعليقات

  1. tbarkllah 3lih !!!! nwr RST b najah 🙂 kantmnalo kol tawFi9 !! we kantmna ta ana mùsta9balan n ha9a9 had naja7 KbîîîR :*

Exit mobile version