كان حضور عمدة طنجة فؤاد العماري إلى الجلسة الافتتاحية لندوة التغيرات المناخية والتنمية المستدامة، ضمن فعاليات موسم أصيلة الثقافي الدولي، (كان) حدثا مثيرا، ليس لأن الرجل أدلى بدلوه في موضوع بيئي وسياسي شديدة الحساسة والأهمية، ويبدو العماري أبعد ما يكون عن خوض غماره، ولكن لأن بيئة وتنمية مدينة طنجة في عهد العماري لم تعرفا إلا النكسات.
غير أن أبرز ما يستحضره أي شخص شاهد العماري جالسا في الصف الأول، وهو يستمع بتمعن ظاهري للمداخلات العربية، وعبر جهاز الترجمة للمداخلات الفرنسية والإنجليزية، هو وعد العماري بزرع 100 ألف شجرة في طنجة، وتحويل المدينة الساحلية إلى مدينة “أمازونية” تقريبا.
بعد حوالي 8 أشهر، ذهب وعد العماري أدراج الرياح، فليس لعمدة طنجة ولا صورة واحدة وهو يغرس زهرة بيده، فبالأحرى شجرة، في إطار مشروعه الخرافي، وهو الذي وعد الصحفيين بتغطية بداية النشاط المزعومة، حتى صار هؤلاء اليوم يتساءلون: “هل كان الأمر يتعلق بحملة انتخابية سابقة لأوانها”.
وعند استحضار السياق الذي جاء فيه وعد العماري، سيعلم المتتبع أن الأمر كان يتعلق بردة فعل بعد قطع أشجار شارع مولاي رشيد، التي يزيد عمرها عن 100 عام، بقرار من الولاية، في إطار مشروع توسعة شوارع المدينة، غير أن الخفي- المعلن في الموضوع، هو أن العماري كان وقتها، وربما لا يزال، على غير وفاق مع والي طنجة محمد اليعقوبي.
ورغم أن العماري لم يثبت إلى اليوم أنه زرع شجرة واحدة من المائة ألف شجرة التي وعد بها، والتي هللت لها وسائل إعلام محلية مقربة منه، إلا أن الثابت والمؤكد، أن عهد العماري شهد كوارث عمرانية غير مسبوقة، وتسيبا عقاريا أفسد مظهر المدينة، وتراميا “تاريخيا” على المساحات الخضراء، سيُدَوَّنُ لا محالة في سجله السياسي.
لا توجد تعليقات
Nous nous souvenons bien et nos attendons. 100 000 arbres
et surtout en ville dans les rues et avenues ???