دعا وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، مصطفى الخلفي، التيار الإسلامي في المغرب إلى القيام بمراجعات تساهم في ترسيخ النموذج المغربي في الإصلاح، داعيا التيارات الأخرى إلى الابتعاد عن الإقصاء.
وأكد الخلفي في معرض كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لندوة “العرب غدا: التوقعات والآمال”، المنعقدة في إطار فعاليات موسم أصيلة الدولي في دورته 36، على أن مرجعية الإجابة على التحديات التي تواجه النموذج المغربي في الإصلاح، تكمن في الإجابة عن سؤال مؤرق حول طبيعة العلاقة مع التيار الإسلامي.
ونبه وزير الاتصال إلى أن الشرعية الانتخابية وحدها لا تكفل تحقيق أهداف وآمال الشعوب، من تنمية واستقرار، داعيا في الوقت ذاته القوى الأخرى إلى مراجعة علاقتها ومواقفها من التيار الإسلامي.
وعلاقة بمستقبل العرب، فقد رسم الخلفي صورة “متشائمة”، بالنظر إلى الواقع العربي الآخذ في التدهور على جميع المستويات، مستدلا على ذلك بتقرير لمعهد غالوب للدراسات، كشف تراجع مؤشرات الثقة الاقتصادية لدى جميع الدول العربية، باستثناء المغرب.
واستدرك الخلفي الحديث عن الصورة المتشائمة بالإشارة إلى بصيص الأمل المتمثل في الشباب والنقاش الأخذ في التبلور بينهم، بما يخلق وعيا جديدا وواعدا.
ولخص الخلفي التحديات التي تواجه المنطقة العربية في أربع محاور، أولها تحدي “الوحدة في مقابل مخططات التقسيم والتجزئة” بتدخل من العامل الخارجي.
وثاني تلك التحديات يتمثل في الاستقرار مقابل موجات التطرف والإرهاب، وثالثها هو التنمية والرفاه وإنتاج الثروة، ثم أخيرا ترسيخ العدالة الاجتماعية في بلدان العرب.
من جانبه، استنكر المعارض السوري ميشيل كيلو في كلمته بالندوة إلقاء اللائمة في أزمة دول العرب على “الربيع العربي”، مبرزا أن منبع الأزمة يكمن في الأنظمة السياسية القائمة، التي قسمت الشعوب إلى طبقيتين، طبقة حاكمة تتمتع بكافة الامتيازات وأخرى محكومة تعاني من التهميش.
وحاول كيلو إعطاء نموذج حي لما قاله، من خلال الاستشهاد بالواقع السوري، موضحا أن الثورة السورية لم تنتج الطائفية، بل كشفت عنها الغطاء، مؤكدا أن النظام هو من عمل طيلة عقود على تكريس الطائفية في المجتمع السوري.
واستشهد المعارض السوري على طائفية النظام السوري بالقول إن نظام بشار الأسد كان يدعمه، قبل ظهور الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”، 28 تنظيما طائفيا متطرفا.
وخلص كيلو في تفكيكه للحالة السورية إلى أنه تم إخلاء الساحة أمام الأصوليين من الجانبين، في حين اختفى غير الأصوليين، الذين أسماهم المجتمع المدني والمجتمع الأهلي، تماما عن الساحة.
وتتواصل فعاليات ندوة “العرب غدا: التوقعات والآمال” بعقد أربع جلسات اليوم الخميس، يتم فيها تناول أربع محاور أساسية، بحضور سياسيين ومسؤولين وصحفيين من دول عربية عدة.