أسدل الستار مساء أمس الخميس على فعاليات جامعة المعتمد بن عباد الصيفية، ضمن موسم أصيلة الثقافي الدولي 36، بعقد آخر جلسات ندوة “العرب غدا: التوقعات والمآل”، وبمشاركة أكاديميين وسياسيين عرب ومغاربة.

وصبت معظم المداخلات في محاولة تبرئة الحراك، الذي عم عددا من الدول العربية منذ 2010، من تهمة إنتاج أو إفراز التطرف والنزاعات الطائفية كما تحاول أن تسوق لذلك بعض الأنظمة العربية.

وكانت المداخلة الأبرز في الجلسة الصباحية هي تلك التي انتقد فيها المعارض السوري محيي الدين اللاذقاني حديث بعض المتدخلين المصريين، الذين بالغوا في تبجيل قائد الانقلاب العسكري، عبد الفتاح السيسي، محاولين رسم صورة وردية عن الأوضاع في أرض الكنانة.

واعتبر اللاذقاني أن أسلوب الإقصاء المتبع في مصر ليس سوى اجترار لأساليب النظام القديم، وسيكون لها مفعول عكسي وربما نتائج وخيمة، مؤكدا على أن إقصاء الإسلاميين لا يمكن أن يؤدي إلى الاستقرار، بل يغذي التطرف.

كما هاجم اللاذقاني النخب المثقفة “الجالسة في القاعات المكيفة” وشغلهم هو تشويه الثورة والثوار، معتبرا مرحلة الربيع العربي أفضل ما مر في التاريخ العربي الحديث.

وتحول اللاذقاني إلى الحديث عن الحالة السورية، متهما “الأنظمة المستبدة” بإغراق الثورة السورية في وحل التطرف والطائفية، وأوضح أن الثورة السورية لو سارت بشكل طبيعي وسقط بشار الأسد، لوصل مد الحراك إلى الخليج.

في السياق نفسه، طرح وزير الإعلام الأردني الأسبق، صالح القلاب، سؤالا استنكاريا حول ما سبق ثورات الربيع العربي، بالقول “كيف لشعب يجد أن حاكمه يفوز في الانتخابات المزعومة بنسبة مائة في المائة ألا يثور عليه عاجلا أم آجلا؟”.

وأضاف القلاب، المقرب من المؤسسة الملكية في الأردن، أن مجموعة من القادة العرب داهمتهم الأحداث وهم جالسون داخل قصورهم، وتوهموا أنهم محصنون من أي حراك، مؤكدا أن الشباب العربي لم يعد يقبل بالاستبداد ولا يريد حاكما يطل عليه من فوق.

من جانبه رد غسان شربل، رئيس تحرير صحيفة الحياة اللندنية، ما وصلت إليه الثورات العربية إلى الاعتقاد الخاطئ بأن التعبئة الشبابية السريعة والحراك القوي سيؤديان إلى انتقال فوري من الاستبداد إلى الديمقراطية.

واعتبر شربل أن المرحلة الانتقالية بين الحالة الثورية إلى الاستقرار تفرز ردود فعل غير متوقعة وربما عنيفة، نظرا إلى أن عنصري الأمن والغذاء ضمن الأولويات التي لا يملك الناس عليها صبرا.

وتختتم اليوم الجمعة فعاليات موسم أصيلة الثقافي في دورته 36، بتنظيم حفل جوائز سنوي، يتم فيه تكريم الأشخاص والهيئات التي تميزت خلال السنة، من تلاميذ وجمعيات وأحياء.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version