بقدر ما شكلت أحداث بوخالف صدمة كبيرة للرأي العام الوطني والدولي، بسبب طابع الأحداث العنيف وسقوط قتيل وجرحى، شكل موضوع الأحداث مادة دسمة لمختلف وسائل الاعلام التي قامت بتغطية متواصلة للأحداث، لكن التعاطي الإعلامي مع هذه الأحداث اختلف تبعا لكل وسيلة إعلامية، بين نقل دقيق للخبر دون الدخول في تحليل الأسباب، ومنها من عمل على تهويلها، فيما ركزت وسائل أخرى على روايات خاصة من المهاجرين فقط دون المغاربة.. وبين هذه الزوايا غياب كامل للتواصل من طرف السلطات المحلية بطنجة مع الصحفيين بطنجة، ماعدا بلاغات مقتضبة عبر وكالة المغرب العربي للأنباء.
السبق لجرائد ومواقع مغربية
المواقع الإخبارية المحلية بطنجة كانت سباقة لنقل مجريات الأحداث، منذ بداية الشرارة الأولى للمواجهات ليلة الجمعة المنصرمة، حيث بدأت الأخبار تتوالى مرفوقة بصور عن مواجهات عنيفة بين مهاجرين وسكان مجمع العرفان، وسط استنفار أمني كبير من مختلف المصالح الأمنية.
توالت الأحداث بنفس الحدة والعنف الدامي، ليعلن عن مقتل مهاجر سينغالي، صار الخبر كالنار في الهشيم في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، وصارت المواقع المحلية بطنجة مصدرا أوليا للخبر لمختلف وسائل الاعلام الوطنية والدولية.
لكن على الرغم من المتابعة والسبق، غابت الدقة في كثير من المعطيات، خاصة فيما يتعلق بأسباب هذه الأحداث، حيث تعددت الروايات بشكل كبير، وكذا طريقة وظروف مقتل المهاجر السينغالي.
وعلى نفس الإيقاع عملت مختلف اليوميات المغربية، من خلال تخصيص حيز كبير من مساحتها لتغطية الأحداث، بداية بالشرارة الأولى للمواجهات، ومرورا بردود فعل المهاجرين الذين نظموا مسيرة ضخمة، وانتهاء بعمليات الترحيل والمحاكمة التي طالت العشرات من المهاجرين، مع تسجيل غياب وجهة نظر المهاجرين في الأحداث.. بل إن يوميات أخرى أبرزت ماسمته تنامي مظاهر إجرامية للمهاجرين، من استلاء على الشقق وترويج للمخدرات في رواية تحاول تبرير أحداث العنف.
وعلى الرغم من الأحداث الخطيرة، فإن التواصل مع الصحفيين بطنجة ظل غائبا، مما جعل روايات الأحداث تختلف، ماعدا بلاغات صادرة عن النيابة العامة وولاية طنجة حول حصيلة المواجهات التي ذكرت في البداية “مقتل شخص وإصابة آخرين” بجروح دون الإشارة إلى جنسية القتيل في البداية.
إسبانيا: نقل للمعاناة أم تهويل؟
وسائل الإعلام الإسبانية خصصت بدورها حيزا كبيرا لمتابعة الأحداث الدامية، حيث قامت وكالة “إيفي”، بإرسال موفدة لها إلى حي بوخالف للوقوف على مجريات الأحداث، وقدمت أخبارا لمختلف وسائل الأعلام الإسبانية، مفادها أن مجموعة من المسلحين المغاربة يحملون أسلحة بيضاء هاجموا مهاجرين غير شرعيين بمجمع العرفان، وألحقوا خسائر فادحة، وذلك بهدف طردهم من حي بوخالف.
كما أبرزت في السياق نفسه عنف مصالح الأمن مع المهاجرين خلال المسيرة، التي انطلقت عقب يوم من المواجهات، ونفذت مصالح الأمن عندئذ حملة اعتقالات في صفوف المهاجرين.
وتميزت مختلف الأخبار التي نقلتها مواقع إخبارية إسبانية بالتركيز على معاناة المهاجرين غير الشرعيين بحي بوخالف جراء ما وصفتها “ممارسات عنصرية”.
وواصلت وسائل الإعلام الإسبانية نقل تصريحات للمهاجرين غير الشرعيين بالحي، حول تفاصيل الأحداث وظروف عيشهم بالمجمع السكني، في محاولة لتحليل أسباب أحداث العنف، بطريقة تعاكس عمل وسائل الإعلام المغربية، التي لم تنقل وجهة نظر المهاجرين السريين.
ووقعت بعض المواقع الإسبانية في خطأ فادح، تمثل في إعلان وفاة مهاجر كاميروني ثان متأثرا بجروح أصيب بها، نقلا لما قالت لمصادر طبية ومصادر من المهاجرين من حي بوخالف، ليتبين لاحقا أن المهاجر حي يرزق، بل إنه ظهر في تسجيل مصور لوكالة أنباء دولية.
احتجاجات الأحد
وكالات دولية: تنامي العنصرية
الوكالات الدولية للأنباء قامت بمتابعة دقيقة للأحداث، من خلال رواية مهاجرين غير شرعيين لأحداث العنف، التي خلفت قتيلا واحدا وعشرات الجرحى.
وقامت في السياق ذاته بتسجيل تصريحات مصورة لروايات مهاجرين حول مقتل المهاجر السينغالي، محققة سبقا على قنوات الإعلام العمومي، التي لم تتحرك إلا بعد مرور يومين، لكنها لم تقم بتقديم أي وجهة نظر لساكنة الحي أو مسوؤلين محليين بطنجة حول هذه الأحداث.
كما ذهبت وكالة الأنباء الفرنسية، في قصاصة لها، إلى أن حادث مقتل المهاجر السينغالي خلف صدمة كبيرة لدى المهاجرين الأفارقة بالمغرب، وسط مخاوف من تنامي العنصرية.
كما أبرزت الوكالة نفسها أن هذه الأحداث تأتي في ظل تعايش صعب بين السكان المحليين والمهاجرين في حي بوخالف بطنجة، من خلال مواقف لرئيس جمعية حقوقية تُعنى بحقوق المهاجرين.
القنوات العمومية: تحرك بعد هدوء الأحدث
القناة الثانية وقناة ميدي 1 تي في عملتا بدورهما على إنجاز تقريرين عن الأحداث، قدمت فيها روايات ومسار التحقيق مع المتورطين في الأحداث، معتمدة على معطيات النيابة في شخص الوكيل العام لمحكمة الاستنئاف، وكذا تصريحات لمسوؤلين أمنييين حول توقيف ثلاثة مغاربة يشتبه في تورطهم في مقتل المهاجر السنغالي.
وبثت القناة الثانية خبرا مختصرا عن الأحداث، صادر عن ولاية طنجة، يشير إلى مقتل شخص وإصابة آخرين، وتوقيف تسعة من المتورطين، دون الإشارة إلى جنسية القتيل ولا طبيعة الأشخاص الذين دخلوا في المواجهات.
وقامت عقب ذلك بإنجاز روبورتاج، بعد مرور يومين من هدوء الوضع، تضمن شهادة شقيق الضحية السينغالي، وتصريحات أخرى لمواطن مغربي، يعتبر أن المتورطين في الأحداث من خارج الحي، مشيرا إلى وجود تعايش بين المهاجرين والساكنة، ولاعلاقة بالحادث بالعنصرية.
كما نقلت أيضا في السياق ذاته، تصريحا لمحمد فارس، الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بطنجة، الذي قدم معطيات حول قرار ترحيل مهاجرين وإصدار أحكام قضائية بشهر حبسا موقوف التنفيذ، وكذا توقيف ثلاثة مغاربة أحيلوا على قاضي التحقيق يشتبه تورطهم في الجريمة.
وقامت قناة ميدي 1 تي في، بمتابعة شبيهة للقناة الثانية عبر أخبار مختصرة، قبل أن تبث روبورتاجا نقلت فيه أجواء الحي، وتصريحات والي أمن طنجة حول توقيف متورطين في الأحداث، بالاضافة إلى رئيسة اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان، لنقل رؤية حقوقية للأحداث العنيف، لكن الملفت في تقرير القناة هو التصوير الهاوي لمجموعة من اللقطات المدرجة في الروبورتاج.
في المقابل، اكتفت القناة الأولى المغربية، في نشراتها الإخبارية، ببث أخبار مقتضبة عن الأحداث، عبارة عن قصاصات لوكالة المغرب العربي للأنباء، تتضمن بلاغات صادرة عن النيابة العامة وولاية طنجة، دون أن تكلف نفسها عناء النزول إلى الميدان واستطلاع ما يدور.
لا توجد تعليقات
إنني أعاتب الصحافة الوطنية والمحلية خصوصا عن عدم مواكبة هذا الحادث الأليم بما يلزم من التتبع وتنوير الرأي العام الوطني والدولي عن حقيقة الأمر فلقد أسيء إلى المغاربة وأهل طنجة وأهل الحي كثيرا ورموابنعوت هم والله بريئون منها إلى حد بعيد,صحيح جريمة قتل السنغالي لايمكن تبريرها,ولكن تحميل المغاربة والطنجيين مسؤولية أفعال معزولة لمجرمين سواء عن تهور أو لأسباب مجهولة هو ظلم,زد على ذلك التعليقات الجارحةالقادحة في الأفارقة التي تجدها في المواقع الإلكترونية المغربية للأسف تزيد في تصويرنا عنصريين وهو مجانب للصواب,فماذا تنتظرون للنزول إلى الحي وتصوير الشقق المحتلة والإستماع إلى السكان والمهاجرين كذلك,كثييرا ما نعث أهل طنجة بالعنصرية فلما لاتبينون للناس أن العرفان 1 و2 كليهما يسكنهما مغاربة من خارج طنجة بنسبة 70بالمئة على أقل تقدير,وتزورو مسجد بوخالف وترصدوا أجواء الإخاء مع الأفارقة المسلمين وغيرهم الذين بين الفينة والأخرى يعلنون إسلامهم فيه اقتناعا بعقيدته بعد احتكاكهم بالمغاربة, والإحسان الذي يلقونه في باب المسجد والصدقات التي يٌففضًلون بها على المتسولين المغاربة باعتبارهم عابري سبيل أيا كان دينهم. لماذا لم يكترث بهِلاء أحد عندما كانوا في غابة مسنانة لايأذون أحدا ويحضون بعطف الناس, ولكن من يستحمل أن يسكن بجواره عدد كبير من البشر يتواصلون بصوت مرتفع ولاتعلم من أي غابة في مجاهل إفريقيا انطلقوا(مجهولوا الهوية) ويستولون على بيوت الناس عنوة ويعيثون في أثاتها فساداوتخريبا, وتجدهم متسكعين في باب العمارة وعلى أدراجها بل ويوقدون النار على الأسطح؟ ثم إذا رفض الناس أن يسكن معهم هؤلاء في عمارتهم سٌمٌواعنصريين؟؟؟؟إنه واجب الدولة جهاز الأمن ضعبف ولايعرف معالجة الأمور بغير عقلية الزرواطة العتيقة هو المتسبب في بداية العداوة بين السكان والمهاجرين بعد تسببه في مقتل الكامروني الأول, يجب عليها إجلاء المهاجرين غير الشرعيين إلا مخيم تضعه تحت مراقبتها كما تفعل سلطات لامبيدوسا الإيطالية وتكف ضررهم عن السكان,لو أراد أسرة إفريقية محترمةالسكن فلن يمنعها أحد. أما أن يأتي أناس كأنهم مليشيات يقتحمون شقق الناس المجهزة ويكسرون الجدار للشقة الأخرى فهذه هي السيبة وإلا فلا,من يعرف أي بلد يسمح فيه بهذا فليخبرني به.يجب ان يٌحاكموا ويٌغرموا عن الأضرار.