اتسم موقف الجمعية المغربية لحقوق الإنسان حول أحداث بوخالف بطنجة بالاختلاف في مجموعة من النقاط الأساسية، والمتعلقة بأسباب وظروف أحداث العنف الخطيرة التي كان مجمع العرفان مسرحا لها.
ففي الوقت الذي نوه الفرع المحلي للجمعية بطنجة بالموقف الإيجابي لساكنة الحي من قضية الهجرة، معتبرا أن الجريمة تعود لغياب الأمن، أصدر المكتب المركزي بلاغا يؤكد فيه أن الجريمة تنم عن حقد عنصري وهمجي مقيت.
وأوضح بلاغ الفرع المحلي للجمعية المغربية بطنجة، الذي تتوفر “طنجة أنتر” على نسخة منه، أنه يتابع بقلق شديد الأحداث الدامية التي عرفها حي العرفان بمنطقة بوخالف بطنجة، حيث تم تنظيم هجوم مسلح بالسيوف والهراوات بالشارع الرئيسي للحي ضد الأفارقة المتحدرين من جنوب الصحراء، معتبرا أن الطريقة التي تمت بها تصفية الضحية تعكس أن الجناة كانوا على علم بمكان تواجده، وأن عزله دون سواه ينم عن فعل منظم ومقصود.
وبعدما أشار إلى أن غياب الأمن في الحي ساهم في تأجج الأحداث، نوه في نفس الآن بالموقف الإيجابي لساكنة الحي من قضية الهجرة، الذي ينم عن الوعي العميق للأسباب الحقيقية لهذه الظاهرة، مع تفهمه لإشكالية التعايش والاندماج بين أنماط ثقافية وتقاليد مختلفة.
وعلى النقيض من الرؤية التي قدمها الفرع المحلي، اعتبر بلاغ المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان أن الجريمة تنم عن “حقد عنصري وهمجي مقيت”، محملا الدولة المسؤولية السياسية والمعنوية عنها، “خاصة وأن الجمعية نبهت، في مناسبات متعددة، إلى خطورة تفشي العنصرية داخل المجتمع”، حسب نفس البلاغ.
ودعا المكتب المركزي، في السياق نفسه، إلى نبذ كل أشكال العنصرية والتمييز والإقصاء التي يتعرض لها الأفارقة من جنوب الصحراء، مقارنة مع باقي فئات المهاجرين الموجودين ببلادنا، مستنكرا ما تم ترويجه في القضية من خطاب يغذي ثقافة التمييز على أساس اللون.
وأردفت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أنه منذ بداية شهر غشت الماضي عرفت المدينة، وبشكل غير مسبوق، هجمات عنيفة وعنصرية “لعشرات البلطجية”، المدججين بكل أشكال الأسلحة البيضاء، بحق المهاجرين، دامت لساعات وأفضت إلى وقوع العديد من الضحايا، دون أن تتدخل السلطات المعنية في الوقت المناسب لحماية هؤلاء المهاجرين واعتقال البلطجية”، حسب البلاغ نفسه.
ومن خلال تمعن موقف الفرع المحلي للجمعية، وموقف المكتب المركزي، يبدو جليا وجود قراءات مختلفة للأسباب الحقيقية لهذه الأحداث الدامية، بين فرع طنجة الذي برأ ساكنة الحي من تهم العنصرية، فيما أنحى رفاق الهايج بالرباط على تنامي نزعة عنصرية ضد المهاجرين غير الشرعيين.