لم يمر اللقاء الإسباني المغربي حول موضوع “السلامة الطرقية والنقل العمومي”، بمشاركة خبراء مغاربة وإسبان في مجال النقل الحضري ومراقبة السلامة الطرقية، نهاية الأسبوع الجاري، دون وقوع أخطاء وحوداث أثرت بشكل على الأهداف العامة لهذا اللقاء، فيما قدم مسؤولون مغاربة وإسبان رؤيتهم لأهمية النقل العمومي وسبل الوقاية من حوادث السير.
الخريطة المبتورة والاعتذار
المدير العام للنقل البري بوزارة النقل الإسبانيةّ، خواكين ديل مورال، قدم عرضا حول تجربة الوزارة الإسبانية في مجال النقل العمومي والوقاية من حوادث السير، لكن هذا العرض سرعان ما أثار استياء عارما لدى الحضور بسبب تقديم صورة عن خريطة المغرب مفصولة عن الصحراء.
وواصل المتحدث تقديم عرضه وسط موجة تساؤلات من المتابعين للقاء حول وقوع أخطاء فادحة من هذا القبيل في لقاء ترعاه الجماعة الحضرية لطنجة، وبحضور جميع مسؤولي المدينة.
غير أن تنبيها من طرف أحد المشاركين في اللقاء، جعل كلا من المدير العام للنقل البري بوزارة النقل الإسبانية، والمدير العام لشركة ألزا المغرب عن تقديم اعتذار للحاضرين.
تغيير مكان اللقاء
وفي وقت كان الجميع ينتظر أن يتم عقد اللقاء في قاعة الجماعة الحضرية، وفق الإعلان السابق لهذا اللقاء، جرى تغيير مكان اللقاء إلى قاعة بفندق بمالاباطا، بعيدا عن السكان المعنيين بالدرجة الأولى بالنقل العمومي، دون تقديم مبررات للتغيير المفاجئ.
ويعود تغيير مكان اللقاء، وفق متابعين، إلى الوقفة الاحتجاجية التي نظمها عدد من مستخدمي شركة ألزا للنقل العمومي أمام مقر الجماعة الحضرية بطنجة، في وقت كان المنظمون قد قاموا بتغيير مكان اللقاء المغربي الإسباني إلى قاعة أحد الفنادق.
التجربة الإسبانية في النقل العمومي
وتضمن برنامج اللقاء المشترك الإسباني المغربي ثلاثة محاور أساسية، تهم تدبير النقل الحضري بمدينة البوغاز، والتعاون المغربي الإسباني في مجالي النقل العمومي والسلامة الطرقية، والوقاية من حوادث السير داخل المدار الحضري.
وأكد المدير العام للنقل البري بوزارة النقل الإسبانية خواكين ديل مورال أن إسبانيا تضع رهن إشارة المغرب تجربتها الطويلة في مجال النقل الحضري، وذلك حتى يتسنى وضع آليات عمل من مستوى عال في هذا القطاع الحيوي الذي يلقى إقبالا كبيرا من عموم ساكنة المدن.
وابرظ المتحدث أن الوقاية من الحوادث يشكل ورشا يوميا مفتوحا لفرض التزام المجتمع بمبادئ السلامة الطرقية، التي تعد من المبادئ الأساسية للمواطنة الحقة.
وأجمع المتدخلون على أن الاهتمام الخاص بموضوع النقل الحضري بمدينة البوغاز مرده أيضا إلى ضرورة مواكبة هذا المرفق العمومي لبرنامج “طنجة الكبرى” المتكامل، الذي يتضمن مشاريع جديدة في كل القطاعات الحيوية، ويروم تحفيز النمو الاقتصادي بالأقاليم الشمالية وتثمين موقعها الاستراتيجي في تجاوب تام مع التطلعات المجتمعية.
سبل مكافحة حرب الطرق
وأكد الكاتب الدائم للجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير، بناصر بولعجول، أن المواطن المغربي يحتل موقعا مركزيا في كل المبادرات التي يتخذها المغرب في مجال السلامة الطرقية والوقاية من حوادث السير داخل المدار الحضري.
وفي هذا السياق، أبرز أن اللجنة بتنسيق مع كل شركائها المعنيين تعمل بكل الآليات المتاحة لترسيخ ثقافة السلامة الطرقية لدى كل فئات المجتمع، ولدى أوساط المهنيين بشكل خاص، وتحفيزهم على استعمال وسائل وتجهيزات السلامة الطرقية.
وأضاف بولعجول أن ضمان السلامة الطرقية ومواجهة تحدي الحوادث، الذي يؤرق بال كل المجتمع المغربي، يقتضي تظافر جهود كل الفاعلين المؤسساتيين والمهنيين والتربويين والمنتخبين.