كشف مسؤولون في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية تعرض أمينها العام، رمضان عبد الله شلح، لمحاولة اغتيال فاشلة على سيدة مغربية ادعت أنها صحفية مقربة من العائلة الملكية.
ووفقا لتحقيق أجراه موقع “وطن“ العماني، فإن صحفية، تحمل اسم أمل علوي، اتصلت بقيادي في “الجهاد“ بغزة، حيث أخبرته أنها داعمة للمقاومة ومقربة من العائلة الحاكمة في المغرب، وتعمل رئيس تحرير صحيفة الأمل العربي.
وطلبت المدعوة أمل علوي من القيادي التنسيق لإجراء لقاء مع الأمين العام للحركة رمضان عبد الله، بالعاصمة اللبنانية بيروت، مقر إقامة هذا الأخير، وهو الأمر الذي تم، حيث تم ربطها بزياد نخالة نائب الأمين العام للحركة، المقيم في بيروت.
وحسب ما أورد موقع “وطن“ نقلا عن مصادر داخل “الجهاد“، فقد تم تحديد موعد لإجراء لقاء مع شلح، وتم التراجع عن ذلك، لكن “الصحفية“ المغربية أصرت على القدوم إلى بيروت.
وفور وصولها اتصلت المدعوة أمل علوي بـ“الجهاد“، الأمر الذي وضعهم في ورطة، مخافة أن تكون مصحوبة بممثل عن الديوان الملكي في المغرب، بعد ادعائها القرب من العائلة الملكية، مما اضطر أحد القياديين في الحركة إلى الذهاب لاستقبالها.
نقطة التحول في العملية والتي أدت إلى إفشالها كانت عندما استدعت “الصحفية“ نائب الأمين العام لحركة “الجهاد“، زياد نخالة، إلى غرفتها للحديث بموضوع هام، ولكنه عندما دخل غرفتها أحس بوجود شيء غير عادي، ليخرج من فوره، ويتم إلغاء اللقاء مع شلح.
في هذه اللحظة أدركت المدعوة أمل علوي انكشاف أمرها، ففبركت قصة محاولة نخالة التحرش بها جنسيا، مهددة بتقديم شكوى قضائية تتهم فيها زياد نخالة بالتحرش بها، قبل أن تختفي من بيروت في اليوم الموالي.
الأبحاث التي أجراها جهاز الأمن في حركة “الجهاد“ لم تتوصل إلى وجهة مغادرة أمل علوي مرجحة أن تكون قبرص، وأكدت الحركة أنها تتعامل مع الموضوع على أنها عميلة تابعة للموساد الإسرائيلي، أو جهاز استخبارات عربي أو غربي مدفوعة من قبله لاغتيال شلح أو نائبه.
وحسب المصدر القيادي، فإن المدعوة أمل علوي قد “انتحلت صفة صحفية واسم مستعار، ولا شيء يؤكد جنسيتها المغربية سوى لهجتها”.
ولم يسفر البحث عن مجلة الأمل العربي عبر الشبكة العنكبوتية إلا عن موقع متخصص في البحث عن وظائف، ويظهر فيه اسم أمل بوسعد، وتعرف عن نفسها بأنها صحافية ترأس مجلة الأمل العربي، وتقيم في قبرص وتبحث عن وظيفة في المغرب.
وأثارت المعطيات التي كشفها موقع وطن تساؤلات عدة، منها إذا كانت المدعوة أمل علوي مغربية ومقربة من العائلة المالكة، فلماذا لم تلجأ للسفارة المغربية ببيروت؟ ثم كيف لصحفية تبحث عن عمل تحمُّل تكاليف السفر إلى بيروت؟
وخلص موقع “وطن” إلى أن طريقة تنفيذ المحاولة تشير إلى جهاز الموساد الإسرائيلي، حيث أن يلجأ لمثل هذا الأساليب، وكانت آخر عملية اغتيال قد استهدفت القيادي في حركة حماس محمود المبحوح عام 2010، في غرفته في فندق بمدينة دبي الإماراتية، من خلال فريق يحمل جوازات سفر أجنبة مزورة.
وقبل ذلك نجد محاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في الأردن، عام 1997، حين دخل إلى الأردن عميلان للموساد بجوازي سفر كنديين مزورين، ورافقهم في هذه العملية عناصر أخرى للدعم والإسناد وكذلك طبيبة من جهاز الموساد.
وعادة ما يتنصل الموساد من تبني الاغتيالات التي ينفذها، بعد إنجاز مهمته، لكن بصماته تبقى ظاهرة كونه العدو الأول لفصائل المقاومة الفلسطينية.