هناك شيء ما يدور في كواليس السياسة في إسبانيا، خصوصا إذا ما استمرت الحالة المتأزمة للإسبان على ما هي عليه أو ازدادت سوءا، حيث يُرتقب أن تنفجر قريبا مفاجأة من عيار ثقيل تهم العائلة الملكية الإسبانية.

فخلال الأشهر القليلة الماضية، صار الحديث يتنامى عن الأمير فليلبي دي بوربون، ولي عهد إسبانيا، كونه الملك المقبل للبلاد، ليس بعد موت والده الملك خوان كارلوس، بل في حياته، وسبب ذلك هو محاولة منح جرعة أوكسيجين للإسبان، الذين صاروا ينظرون إلى العائلة الإسبانية المالكة كونها تزيد في تعميق جراح الناس بسبب فضائحها المتتالية.

ولم يغير الخطاب الذي ألقاه العاهل الإسباني خوان كارلوس، بمناسبة رأس السنة، الشيء الكثير في إسبانيا، حيث لا تزال نسبة متصاعدة من الإسبان يعتقدون أن الأمير فليبي يجب أن يتقلد المسؤولية في هذه الفترة في حال إذا ما أرادت الملكية في الاستمرار.

وكان خوان كارلوس ألقى خطابا قبل أيام أعاد فيه التذكير بحرصه على أن يبقى في خدمة جميع المواطنين، وأن يسير وفق ما تقتضيه مطالب الشعب الإسباني، في تلميح لمطالب الإسبان بأن تكون الملكية قريبة من الشعب وتبتعد عن الفضائح.

وكان الأمير فليبي دي بوربون (45 عاما)، دأب خلال الأشهر القليلة الماضية على حضور أنشطة سياسية لم يكن يحضرها من قبل، سواء داخل إسبانيا أو خارجها، كما أنه لم يكن في قلب أية فضيحة مالية أو سياسية من التي طفت على السطح خلال السنوات القليلة الماضية، والتي تورط فيها أعضاء من العائلة الحاكمة.

وكان الملك خوان كارلوس تعرض لموجة انتقادات لاذعة بعد أن اكتشف الإسبان، العام الماضي، أنه كان يصطاد الفيلة في بوتسوانا بالقارة الإفريقية، مقابل أربعين ألف دولار لاصطياد الفيل الواحد، وهي رياضة سرية كان الملك يزاولها باستمرار، غير أن أمره انكشف هذه المرة بعد أن تعرض لكسر في وركه خلال عملية صيد.

كما أن العاهل الإسباني تعرض لانتقادات أخرى كثيرة بسبب علاقات غامضة مع دوقة ألمانية شابة، وظهوره في غالب الأحيان بمزاج عكر، وتورط ابنته، الأميرة كريستينا، رفقة زوجها، إنريكي إيردونغارين، وهو لاعب سباق لكرة اليد، في فضائح مالية مشينة.

وشهدت إسبانيا خلال الشهور الأخيرة مظاهرات غير مسبوقة، خصوصا في إقليم كتالونيا والعاصمة مدريد، تطالب بإلغاء الملكية والعودة إلى النظام الجمهوري.

وصول الأمير فليبي إلى عرش إسبانيا لا يبدو مستبعدا بعد كل هذه المشاكل العائلية، خصوصا وأن موجة التنازل عن العروش في أوربا بدأت منذ سنوات، مثلما حدث في بلجيكا والدنمارك وهولندا، وبالتالي فإن وصول هذه الموجة إلى إسبانيا يبدو اليوم تحصيل حاصل، في ظل حديث كثير من المحللين الإسبان عن كون 2014 ستكون سنة الحسم في هذا التغيير.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version