طنجة أنتر
فندق سيسيل ذاكرة طنجاوية بامتياز. إنه فندق يؤرخ لدخول المدينة عهد العصرنة حتى قبل فرض الحماية الدولية رسميا عليها. إنه أيضا يؤرخ لبداية فترة توسع طنجة خارج مدارها المعهود، المدار الذي كان يتركز على ما يعرف اليوم بالمدينة العتيقة، الممتدة من مرتفع الحافة والقصبة، والممتد نزولا نحو واد أحرضان والسقاية والسوق الداخل وحي بني يدّر، أي من الأسوار العليا المقابلة لمضيق جبل طارق حتى الأسوار البرتغالية في الأسفل.
فندق سيسيل بني في منطقة اعتبرت وقتها خارج المدينة الأصلية، وفوق هذا وذاك بني بطراز عصري ومتطور جعلت منه آية في التطور والجمال، وصار في ذلك الإبان يشكل هدفا عزيزا لعشاق السفر والترحال، وتم طبع صوره في البطاقات البريدية التي جعلت منه واحدا من أفضل فنادق العالم، خصوصا وأنه كان ضمن سلسلة فنادق شهيرة في كل مناطق العالم، وهي سلسلة فنادق سيسيل، والتي كانت تمتد من الإسكندرية حتى اليابان شرقا، ومن باريس حتى نيويورك غربا، وفندق سيسيل الطنجاوي كان في الوسط، وهذا رمز أهميته، أي أنه كان يستقطب أناسا من الشرق ومن الغرب، من الشمال ومن الجنوب.
وتقول مصادر تاريخية إن اسم “سيسيل” أعطي له وفق الاختيار الذي قرره صاحبه، وهو ثري ألماني، كان له ابن يحمل اسم سيسيل، فقرر أن يطلق هذا الإسم على الفندق، أو على فنادقه، التي دخلت بعد ذلك التاريخ من أوسع أبوابه.