يوصف بولز بأنه كاتب أمريكي، وكلمة أمريكي تحيل على أصله حيث ولد في نيويورك سنة 1910 ولم يطل البقاء هناك طويلا حيث جاء إلى المغرب وهو في الحادية والعشرين من عمره.
استقر بولز لأول مرة في فاس، وبعد بضع سنوات عاد إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ثم قرر من جديد أن يعود إلى المغرب، وهذه المرة حملته رياح الأطلسي نحو المدينة التي كان يحلم بها الجميع، طنجة.
في طنجة استقر بولز، رفقة زوجته جين، في منزل بالمدينة القديمة بمنطقة القصبة، غير بعيد عن قبر ابن بطوطة، وكأنه، وحتى من دون أن يدري بوجود القبر، يريد أن يستهلهم من فلسفة ابن بطوطة في الرحلات، لكن الرحالة الطنجي جاب العالم وعاد إلى مدينته ليموت، بينما بولز خرج من نيويورك نحو طنجة، وفيها بقي حتى مات، ولم يخرج منها إلا لماما.
عاش بولز أواخر أيامه في عمارة “الربيع” القريبة من القنصلية الأمريكية وقتها، وهناك عاش معزولا عن الناس وعن طنجة، حتى وصفه البعض بأنه عاشق طنجة العاق، لأنه أحب المدينة كل عمره وانعزل فيها هاربا من نفسه ومن الآخرين، إلى أن رحل عن طنجة والعالم في أحد أيام سنة 1999.